فإذا امْرأةٌ قَدْ لَقِيَتِ امْرَأَةً فسلَّمَتْ علَيْها، وجَعَلَتَا تَتَحَدَّثانِ إلى أنْ
قالتْ إحداهُما للأُخْرَى: علِمْتِ أنَّ فُلانةً تزوَّجَ عليها زوجُها؟ فقالَتْ: الحمدُ لله على
ذلك، فعل اللهُ بها وفَعَلَ، قال: فقلتُ لها: وَيْحَك، إِنّ من شأن النِّساءِ أن تَتَبَغّضَ
بعضُهُنّ لبعضٍ، فما شأنُكِ؟ قال: فقالت لي: واللهِ، لو رأيتَ وجهَهَا لعلمْتَ أن الله قد
أحل لزوجِها الزِّنَا)) (¬1) .
214 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بْنِ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ المكي (¬2) ، حدثنا
أبو العَيْناء (¬3) ، حدثنا الأصمَعيّ، عن أبي عمرو بن العَلاَء قال: ((خرجتُ إلى مكّةَ فنزلتُ منزلا فجاء أعرابيٌّ بأَمَةٍ له سوداءَ بِيَدِها صحيفةٌ فقال: أَفِيْكم من يكتُبُ؟ فقُلْتُ: أنا، فقال: اكْتُبْ؛ بسم الله الرحمنِ الرَّحيمِ، هذا ما أعتَقَ فلانُ بنُ فلانٍ لجاريتِهِ فُلانة السَّوداءِ
¬_________
(¬1) إسناده صحيح، والأثرلم أجده عند غير المصنف.
(¬2) هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن خالد، أبو بكر المعروف بالمكّي.
قال الدارقطني: "لا بأس به".
مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (5/64) .
(¬3) هو العلاّمة الأخباري، محمد بن القاسم بن خلاد البصري الضرير النديم، ضعفه الدارقطني.
وقال الذهبي: "قلّما روى من المسندات، ولكنه كان ذا مُلَح ونوادر، وقوة ذكاء، مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين".
طبقات الشعراء لابن المعتز (ص415-416) ، وسير أعلام النبلاء (13/308-309) .