ها فَلاَ تَفِرُّوا مِنْهُ)) (¬1) .
604 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا العُمَريّ
-يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ-، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُريّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (¬2) ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ أحدَهم ليصلِّي وَمَا لَهُ مِنَ الصَّلاةِ ثُلُثُها، وَلا رُبُعُها، وَلا سُدُسُها، حَتَّى بَلَغَ العُشُر)) (¬3)
¬_________
(¬1) إسناده ضعيف، فإن حبيب بن أبي ثابت كثير الإرسال والتدليس، وقد دلس في هذا الإسناد فأسقط إبراهيم بن سعد
بين عطاء بن يسار والصحابة، وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/91) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن عبد الغفار بن القاسم به مثله.
وأخرجه عن هؤلاء الصحابة ـ هكذا مجتمعين ـ عبد بن حميد (ص81) ، ومسلم (4/ 1739برقم 2218)
كتاب السلام، باب الطاعون، والطيرة والكهانة ونحوها، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/362) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/90) من طريق سفيان ـ هو الثوري، عن حبيب، عن إبراهيم بن سعد، عنهم.
فخالف سفيانُ عبد الغفار بن قاسم، فقال: عن حبيب، عن إبراهم بن سعد، ولم يقل: عن حبيب، عن عطاء
ابن يسار، ووافقه الأعمش، والشيباني، أخرج حديثهما مسلم (4/1739-1740برقم 2218) .
ورواه شعبة عن حبيب، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ إبراهيم بن سعد، عن أسامة به، أخرجه مسلم في الموضع السابق.
قلت: هكذا روى ابن أبي عدي، ومعاذ بن معاذ عن شعبة، ولكن روى حفص بن عمر، عن شعبة، عن حبيب
ابن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد قال: سمعت أسامة بن زيد فذكر نحوه، فوافق هنا رواية الثوري ومن وافقه عن حبيب، أخرج حديث حفص البخاري (5/2163/ح 5728) كتاب الطب، باب ما يذكر في الطاعون، عنه.
(¬2) هو أبو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام.
(¬3) إسناده ضعيف، فيه:
- الانقطاع بين أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحارث وعمار بن ياسر كما يتبين في إسناد أحمد.
- وعبد الله العمري، ضعيف.
- مخالفة يزيد بن صالح اليشكري للآخرين كما يأتي.
لم أجد من أخرجه من طريق يزيد بن صالح غير المصنف.
وأخرج أحمد (4/319) عن يحيى بن سعيد القطان، وأبو يعلى (3/21) من طريق عبد الوهاب، كلاهما عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث، عن أبيه أن عمار بن ياسر
صلى ركعتين فخفّفهما، فقال له عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان، أراك خففتهما، فقال: إني بادرت بهما الوسواس ... فذكره إلا أنه عكس العدد من العُشر.
فخالف القطان وعبد الوهاب، يزيد بن صالح اليشكري فقالا: عن عبيد الله ـ المصغر ـ، وقالا: عن أبي بكر
ابن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه عن عمار.
وأخرج أبو يعلى (3/189-190/ح1615) ـ وعنه ابن حبان (5/210-212/ح1889) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
-هو القواريري-، عن يحيى القطان، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن سعيد المقبري، عن عمر بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابن الحارث بن هشام عن أبيه عن عمار به.
قال ابن حبان: "سمعه عمر من جده عن عمار".
وتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" (11/735) فقال: "لم يسمع عمر من جده شيئاً، وإنما روى هذا الحديث عن أبيه، عن عمار، كذا رواه النسائي".
قلت: وهو عنده في "السنن الكبرى" (1/211) ، وفيه عمر بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال عنه الحافظ: "مقبول". التقريب (410/ت4868) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (1/290) ، وأبو يعلى (3/189-190/ح1615) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ المقبري، عن عمر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام، عن أبيه عن عمار به.
وأخرجه أحمد (4/321) ، وأبو داود (1/503/ح796) كتاب الصلاة، باب ما جاء في نقصان الصلاة، من طريق
ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عَنَمة، عن عمار به.
هذا إسناد رجاله رجال الصحيح.
وله طريق آخر عن عمار أخرجه أحمد (4/264) من طريق محمد بن إسحاق، حدّثني مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي لاس قال: دخل عمار بن ياسر المسجد، فركع فيه ركعتين أخفهما وأتمهما، قال: ثم جلس، فقمنا إليه، فجلسنا عنده، ثم قلنا له: خفّفت ركعتيك هاتين جدًّا يا أبا اليقظان، فقال: إني بادرت
بهما الشيطان أن يدخل علي فيهما".
وهذا إسناد حسن، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث، وأبو لاس قال عنه الحافظ: "صحابي". التقريب
(316/ت3518) .
وبالجملة الحديث بهذه الطرق صحيح لغيره، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.