سَالِمٍ (¬1) ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (¬2) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من مسَّ [ل/131أ] فرْجَه فَلْيَتوَضَّأْ)) .
تَفَرَّدَ بِهِ الْعَلاءُ عن الزهري (¬3)
¬_________
(¬1) هو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
(¬2) في المخطوط "ابن عمران"، والصواب ما أثبت، كما في مصادر التخريج.
(¬3) إسناده ضعيف جدًّا من أجل العلاء بن سليمان، وهو منكر الحديث، وقد تفرد به عن الزهري، كما أفصح عنه المصنف.
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/74) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/281) ، وابن عدي في "الكامل" (5/223) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص103) من طرق عن العلاء بن سليمان به.
قال الهيثمي: "وفي سند "الكبير" العلاء بن سليمان، وهو ضعيف جدًّا". مجمع الزوائد (1/245، و249) .
وقال الطحاوي: "العلاء ضعيف"، ومثله قال ابن حجر في "الدراية" (1/41) .
وله طرق أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما:
- أولها: طريق نافع، وعنه مالك، وعبد الله العمري، وهاشم بن زيد الدمشقي، وسليمان بن وهب الأنصاري.
- أما حديث مالك فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/273) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/257) من طريق
حفص بن عمر العدني، المعروف بالفرخ، وفيه أن ابن عمر كان يقول: "يتوضأ من مس فرجه، قال: وسمعت بسرة بنت صفوان تقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: ((من مس فرجه فليتوضأ)) .
وإسناده ضعيف جدَّا، وحفص بن عمر العدني، قال عنه النسائي: "ليس بثقة"، وقال العقيلي: "لا يقيم الحديث".
وقال ابن عدي: "هذا ليس يرويه عن مالك إلا حفص بن عمر، وهذا الحديث في "الموطأ" عن ابن عمر موقوف،
وأما قوله عن بسرة فهو باطل".
وقال ابن حبان: "هذا خبر مقلوب الإسناد، إنما هو عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر فقلبه".
- وحديث عبد الله العمري أخرجه الدارقطني (1/147) ، وابن عدي في "الكامل" (4/142) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1/178) من طريق إسحاق الفروي، عنه به.
وفي سنده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وهو ضعيف.
قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر".
- وحديث هاشم بن زيد أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص103) من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي، عنه به.
وعزاه الهيثمي إلى البزار وقال: "وفي إسناد البزار هاشم بن زيد، وهو ضعيف جدًّا". مجمع الزوائد (1/245، 249) .
قلت وهاشم بن زيد هذا قال عنه أبو حاتم: "ضعيف الحديث". الجرح والتعديل (9/103) .
وقال الدارمي في "كتاب الأطعمة" ـ كما في اللسان (6/184) ـ: "هاشم ليس بقوي في الحديث".
- وحديث سليمان بن وهب الأنصاري أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/143) عنه به.
قال العقيلي: "سليمان بن وهب الأنصاري بصري يخالف في حديثه".
- والطريق الثاني: طريق محمد بن سيرين عنه.
أخرجه أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (2/485) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري، عن أيوب عنه به.
قال الخليلي: "هذا منكر بهذا الإسناد، لا يصح من حديث أيوب، ولا من حديث سفيان، والحمل فيه على عبد العزيز ابن أبان الكوفي؛ فإنهم ضعّفوه".
قلت: وعبد العزيز بن أبان قال عنه الحافظ ابن حجر: "متروك، وكذّبه ابن معين وغيره". التقريب (356/ت4083) .
- الطريق الثالث: عن ابن جريج، عن عبد الواحد بن قيس ـ أو بشير بالشك ـ، عنه به.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/319) من طريق سليم بن مسلم عنه به.
وإسناده ضعيف جدًّا، من أجل سليم بن مسلم ـ وهو الخشّاب المكي.
قال ابن معين: "ليس بثقة"، وقال مرة: "كان جهميًّا خبيثاً"، وقال النسائي: "متروك الحديث".
تاريخ ابن معين (3/444 ـ الدوري ـ) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص47) ، والضعفاء للعقيلي (2/164) .
والحاصل أن حديث ابن عمر المرفوع، لم يقم له إسناد يركن إليه، وإنما الثابت عنه موقوف عليه، كما أخرجه مالك (1/42-43)
-ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/131، 136) -، وابن أبي شيبة (1/151) ، وعبد الرزاق (116) ، وابن الجعد في "مسنده" (ص478) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/76) ، والدارقطني (1/150) من طرق عنه.
وأما المرفوع فقد ورد عن جماعة كثيرة من الصحابة، وأصح ذلك حديث بسرة بنت صفوان الذي أخرجه مالك (1/42) ، وأحمد (6/406) ، وأبو داود (1/235ح183) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والترمذي (1/55ح82) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والنسائي (1/100) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر،
وابن ماجه (1/161ح479) كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من مس الذكر، وابن خزيمة (1/22) ، وابن الجارود في "المنتقى" (ص17) ، والدارقطني (1/146) من طرق عن عروة بن الزبير، عن مرون بن الحكم، عن بسرة به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
ونقل الترمذي عن البخاري أنه "أصح شيء في الباب".
وقال الدارقطني: "صحيح".
وصححه كذلك أحمد، وابن معين ـ كما حكى ابن عبد البر عنه ـ، وأبو حامد بن الشرقي، والبيهقي، والحازمي، وابن حبان، والحاكم، وابن الملقن.
قال البيهقي: "هذا الحديث وإن لم يخرجه الشيخان لاختلاف وقع في سماع عروة منها أو من مروان، فقد احتجّا
بجميع رواته".
انظر علل الترمذي (ص48 ـ بترتيب أبي طالب القاضي ـ) ، والتمهيد (17/192) ، والاعتبار للحازمي (ص40) ، وتحفة المحتاج لابن الملقن (1/151) ، وخلاصة البدر المنير (1/55) ، والدراية لابن حجر (1/38) ، والتلخيص الحبير
(1/122) ، وعون المعبود (1/212) .
وفي الباب عن عدد من الصحابة، منهم أم حبيبة، وأبو أيوب، وأبو هريرة، وأروى بنت أنيس، وعائشة، وجابر، وزيد ابن خالد، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم، وقد عدَّهم الكتاني في "نظم المتناثر" (ص65) فبلغ بهم سبع عشرة نفساً.