كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 2)

665 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيدالله بْنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبيّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّة الصَّفَّار، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَقُولُ: ((نِيَّة المؤمِن أَبْلَغُ مِنْ عملِه)) (¬1)
¬_________
(¬1) إسناده ضعيف جدًا فيه:
- يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك، كما تقدم في الرواية رقم (530) .
- وعبيد الله بن محمد الحلبي لم أجد له ترجمة.
- وأبو حنيفة الواسطي، ليس بالقوي، وقد كما تقدم في الرواية رقم (14) .
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/343) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/119) من طريق الحلبي به مثله.
وأخرجه العسكري في "الأمثال" ـ كما في كشف الخفا (2/430) ـ.
قال ابن دحية: "لا يصح".
وقال البيهقي: "إسناده ضعيف".
قال الحافظ ابن حجر: "والحديث المذكور ضعيف، وهو في مسند الشهاب".
شعب الإيمان (5/343) ، وفتح الباري (4/219) ، والفوائد المجموعة (ص250) ، وعون المعبود (2/355) .
وفي الباب عن سهل بن سعد، ونوّاس بن سمعان، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس.
- أما حديث سهل فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/185) ، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/255) من طريق حاتم بن عباد بن دينار الجُرَشي، عن يحيى بن قيس الكندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/237) من طريق سمعان بن مسبّح الكسّي، عن الربيع بن حسّان الكسّي، عن يحيى بن عبد الغفار، عن محمد بن سعيد، عن سليمان النخعي، كلاهما ـ أي يحيى بن قيس الكندي وسليمان النخعي ـ عن أبي حازم، عنه بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن نار في قلبه نور)) .
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".

وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثّقون، إلا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي، لم أرَ من ذكر له ترجمة". مجمع الزوائد (1/61، 109) .
قلت: وفي إسناده أيضاً يحيى بن قيس الكندي، قال عنه الحافظ: "مستور". التقريب (595/ت7627) .
وفي إسناد الخطيب سليمان النخعي، وهو ضعيف كما في "التقريب" (255/ت2620) ، وسمعان بن مسبّح الكسّي، ذكره الخطيب وسكت عنه.
- وحديث نوّاس بن سمعان أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/119) من طريق محمد بن حمران القشيري، عن عثمان بن عمر الضبي، عن عثمان بن عبد الله الشامي، عن بقية، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن معدان عنه به بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله)) .
وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء، وقد عنعن في هذا الإسناد.
وضعف الحديث العجلوني، والسيوطي، وقال في "التدريب" بعد أن أورده مع أحاديث أخر: "كلها باطلة لا أصل لها". الدرر المنتثرة (ص183) ، وتدريب الراوي (2/176) ، وكشف الخفا (2/430) .
- وحديث علي بن أبي طالب أورده ابن عبد البر ـ في معرض الاحتجاج به ـ في "التمهيد" (12/265) من طريق موسى بن إسماعيل بن موسى بن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه علي
ابن حسين، عن أبيه، عنه به، بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وكل يعمل على نيته)) .
- وحديث ابن عباس أخرجه الربيع بن حبيب في "مسنده" (ص23) عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، عن جابر
ابن زيد الأزدي، عنه به، بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله)) .
فائدة: معنى كون النية خيراً من العمل، لأن النية لا يدخلها الفساد، والعمل يدخله الفساد. قاله ابن الأعرابي.
وقال البيهقي: وقد قيل: النية دون العمل، قد تكون طاعة، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة)) ، قالوا: والعمل دون النية لا يكون طاعة.
وقال ابن عبد البر: "وهذا معناه عندنا: أن نية المؤمن خير من عمل بلا نية".
شعب الإيمان (5/343) ، والتمهيد (19/205) .

الصفحة 743