عَلَى
أَبِي نُوَاس (¬1) نَعُوْدُه فِي مرَضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الهاشِمِيّ (¬2) : يَا أَبَا عَلِيٍّ، أَنْتَ فِي أَوَّلِ يومٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وآخرِ يومٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ هَنَاتٌ (¬3) فَتُبْ إِلَى اللَّهِ
عزَّ وجلَّ، فَقَالَ أَبُو نُوَاس: سَنِّدُوْنِيْ، فَقَالَ: إِيَّايَ تُخَوِّف بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ؟ وَقَدْ حدثنا حمَّاد
ابن سَلَمة عَنْ يَزِيدَ الرُّقاشِيّ (¬4) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "لِكُلِّ نبيٍّ شفاعةٌ، وَإِنِّي اختبأْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي يومَ الْقِيَامَةِ"، أَفَتَرَانِي لا أَكُوْن منهم؟!)) (¬5)
¬_________
(¬1) هو الحسن بن هانئ الحكمي، الشاعر المعروف، ظاهر الفسق والمجون كما قال الذهبي. الميزان (4/581) .
(¬2) هو عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، أبو الفضل الهاشمي.
قال الخطيب: "كان ثقة ثبتاً، حسن الأخلاق، جميل المذهب"، مات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/178) .
ووقع في الرواية رقم (946) : "صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ".
(¬3) في المخطوط "هناة" بالتاء المربوطة.
(¬4) وقع في "تاريخ بغداد" ثابت البناني" بدل "يزيد الرقاشي".
ويزيد الرقاشي، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (297) .
(¬5) إسناده ضعيف جدًّا، فيه:
- يزيد الرقاشي، وهو ضعيف.
- والحسن بن هانئ أبو نواس ظاهر الفسق والمجون، ليس أهلاً بأن يروى عنه.
- ومحمد بن إبراهيم البابشامي لم يوثقه أحد.
- وإسماعيل بن علي الخزاعي غير ثقة.
أخرجه مع القصة الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/396) ، من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به.
وأخرجه في "موضّح الأوهام" (1/432) من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به من دون ذكر القصة.
وأما الحديث فهو صحيح ثابت عن أنس.
أخرجه أبو داود (4/236) كتاب السنة، باب في الشفاعة، والترمذي (4/625) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/17) ، و (10/190) من طرق عن أنس به مثله.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
وأخرج مسلم (1/190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته من طرق عن قتادة، عن أنس بلفظ: ((لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)) .
وأخرجه البخاري تعليقًا (5/2323) كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة، قال: وقال لي خليفة:
قال معتمر: سمعت أبي عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: ((كل نبي سأل سؤالاً)) ، أو قال: ((لكل نبي دعوة ... )) ، فذكر نحوه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة وجابر.
- أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (5/2323) كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة، وفي
(6/2718) كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ومسلم (1/188، 190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته.
- وحديث جابر أخرجه مسلم (1/190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته.