كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 3)

أبو الحسن أحمد ابن محمد بن إسحاق (¬1) بالرحبة (¬2) ، حدثني أبو علي السمَّاك الرافقي (¬3) ((وكَانَ مِنْ خِيارِ عِبَادِ اللهِ)) ، قال: ((مَاتَتْ أُمِّي في مِحْنَةِ الوَاثِق (¬4) فرَأَيْتُها في النَّوْمِ فقُلْتُ لها: يا أُمَّه، ما فَعلَ الُله
بِكِ؟، قالتْ: صِرْتُ إلى خَيْرٍ، قُلْتُ: فَلَكِ إلي حاجةٌ؟، قالت: نَعم، إذا سمعتَ المُؤذِّنَ يقولُ: لا إله إلاَّ اللهُ فقُلْ: لا إله إلاَّ اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، القرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مَخْلوقٍ، قال: فدَخَلْتُ إلى المسجدِ الجامعِ فرأيْتُ الحَسَنَ بن حمَّاد سَجّادَة، (¬5)
¬_________
(¬1) أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن اسحاق: لعله أحمد بن محمد بن إسحاق التنوخي البزاز الأنباري المعروف بالياموري، قال الدارقطني كان ثقة صدوقا واسع الكتابة إلا أنه لم يكثر ما حدث به لأنه في وقته شيوخ كثيرون أعلى إسنادا منه، وإنما كان يكتب عنه نفر معدودون مات سنة أربع أو خمس وخمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد 4/392
(¬2) بلدة على فرات، الموسوعة العربية المسيرة (ص864) .
(¬3) بفتح الراء وكسر الفاء وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى الرافقة وهي بلدة على الفرات يقال لها الآن الرقة، اللباب 1/8.
(¬4) الواثق هو: الواثق بالله هارون بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد أبو جعفر وقيل أبو القاسم العباسي البغدادي أمه رومية ولي الخلافة بعهد من أبيه وبويع له في تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وكان مولده في شعبان سنة ست وتسعين ومائة، وفي سنة احدى وثلاثين ومائين وَرَدَ كتابه إلى أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن، وكان قد تبع أباه في ذلك، ثم رجع في آخر أمره. تاريخ الطبري 9/123 وتاريخ بغداد 14/15 والكامل في التاريخ 6/528 وفوات الوفيات 4/228 وسيرأعلام النبلاء 10/306 وتاريخ الخلفاء 0/340.
(¬5) الحسن بن حماد سجّادة: الحسن بن حماد بن كسيب أبو علي الحضرمي البغدادي الكوفي المعروف بسجّادة، وثقه الخطيب والذهبي، وقال الحافظ ابن حجر صدوق، تاريخ بغداد 7/295 الكاشف 1/324 التقريب 1/160.

الصفحة 776