كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 3)
إبراهيم بن عبد الله
ابن أَيُّوبَ المخرَّمي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ حَمَّادٍ سَجَّادَةَ يَقُولُ: ((بَلَغَنِي أَنَّ أمَّ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، إنَّ بالكوفةِ رجُلاً يَستَخِفُّ بأصحابِ الحديثِ، وأَنْتَ عَلَى الحجِّ أسألُكَ بحَقِّي عَلَيْك أنْ تَسمَعَ مِنْهُ شَيْئاً، قَالَ إِسْحَاقُ: فدخلتُ الكوفةَ فَإِذَا الأَعْمَشُ قاعدٌ وَحْدَه، فَوَقَفْتُ عَلَى بابِ المسجدِ، فَقُلْتُ: أمِّي والأَعْمَش، وَقَدْ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)) (¬1) ، فقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَدِّثْنِي فإنيِّ رجُلٌ غريبٌ، قَالَ: مِنْ أيْنَ أنْتَ؟، قُلْتُ: مِنْ وَاسِطَ، قَالَ: فَمَا اسْمُك؟، قُلْتُ: إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، قَالَ: ولا خُيِّبْتَ، ولا خُيِّبَتْ أمُّك، أليس حرَّجَتْ عَلَيْكَ أَلَّا تسمعَ منيِّ شَيْئًا؟، قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ
[ل149/ب] ، لَيْسَ كلُّ مَا بَلَغَك يكونُ حَقًّا، قَالَ: لأُحدِّثَنَّك بحديثٍ مَا حدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا قَبْلَك، فحَدَثَني أنَّ ابْنَ أَبِي أَوْفَى (¬2) قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: ((الخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ)) (¬3)
¬_________
(¬1) تقدم تخريجه في رواية رقم (673) .
(¬2) ابن أبي أوفى: عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي صحابي شهد الحديبية.
(¬3) الإسناد ضعيف لضعف إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ، وفيه انقطاع بين سجادة وإسحاق الأزرق، وفيه انقطاع أيضا بين الأعمش وابن أبي أوفى، إلى جانب أن الأعمش مدلس وقد عنعن.
والحديث: أخرجه ابن ماجة في سننه في المقدمة: باب في ذكر الخوارج 1/61 رقم 173 وابن أبي شيبة في المصنف 15/305 وأحمد في المسند 4/355 وابنه عنه في السنة 2/635 رقم 151، وابن عاصم في السنة 2/424 رقم 904 ويحيى بن صاعد في جزء فيه مسند ابن أبي أوفى 0/134 رقم 39 و40 والآجري في الشريعة 1/370 رقم 61 وأبو نعيم في الحلية 5/56 والخطيب في تاريخه 6/319 و320 وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 162 – 163 رقم 261 وتلبيس إبليس 0/105 من طرق عن إسحاق الأزرق به، مختصراً على الحديث إلا الخطيب فإنه قد رواه مختصرا ومطولا مع القصة كما عند المصنف،
قال أبو نعيم: يقال إن هذا الحديث مما خص به الأعمش إسحاق الأزرق، ويذكر أنه مما تفرد به إسحاق، وروى من حديث الثوري عن الأعمش.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/56 من طريق سفيان الثوري عن الأعمش به.
والحديث مداره علىالأعمش، يرويه عن ابن أبي أوفى وهو لم يسمع منه كما نص على ذلك أبو حاتم، ونقل ابن الجوزي عن الإمام أحمد أنه قال: لم يسمع الأعمش من ابن أبي الأوفى، ونفى الترمذي كذلك من أن يكون سمع من أحد من الصحابة، وعليه فإن الحديث منقطع الإسناد،
وقد تابع سعيد بن جمهان الأعمش عند الطيالسي في مسنده 0/110 رقم 822 وأحمد في مسنده 4/382-383 وابن أبي عاصم في السنة 2/424 رقم 905 والحاكم في المستدرك 3/571 من طريق الحشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان عن ابن أبي أوفى به مطولا،
وفي إسناده الحشرج بن نباتة وهو صدوق يهم التقريب 1/252، وسعيد بن جمهان: صدوق له أفراد التقريب 1/234
وله شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أخرجه الطيالسي في مسنده 0/155 رقم 1136 وأحمد في مسنده 5/253 و 256 والترمذي في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير 8/279- 280 رقم 3187 وابن ماجة في المقدمة باب في ذكر الخوارج 1/62 رقم 176 والآجري في الشريعة 1/367-368-369 رقم 59 و60 والطبراني في معجم الصغير
2/117 والمعجم الأوسط 10/34 رقم9081 ومعجم الكبير 8/319 رقم8033 و8/322 رقم8036 ورقم8037
وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/163 رقم 262 والحارث في مسنده كما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي 2/716 رقم706 كلهم من طريق أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي بعضهم ذكر القصة وبعضهم أختصر على الحديث.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
قلت في سنده أبي غالب وهو صدوق يخطئ، وقد تابعه سيار الأموي عند أحمد في مسنده 5/250 وذكر الحديث والقصة، وسيار هذا هو الأموي الدمشقي مولى معاوية، ويقال مولى خالد بن يزيد بن معاوية، وقد ذكره ابن حبان في ثقاته 4/335 ولم أجد من وثقه توثيقا صريحا إلا ما قال فيه الحافظ ابن جحر أنه صدوق التقريب1/427 وبهذه المتابعة يتضح لنا وجه تحسين الترمذي لطريق أبي غالب السابق،
وتابعهما صفوان بن سليم عن أبي أمامة الباهلي، أخرجه أحمد في مسنده 5/269 من طريق أنس بن عياض عن صفوان بن سليم، وسنده صحيح رجاله ثقات.
الصفحة 782
1748