كتاب الطيوريات (اسم الجزء: 3)

حَفْصٍ قَاضِي حَلَب، (¬1) حَدَّثَنَا محمَّدُ بْنُ أَبِي سُكَيْنَةَ البَهْرَاني، (¬2) حَدَّثَنَا ابنُ أَبِي روَّاد، عَنْ أَبيه، (¬3) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ (¬4) قَالَ:
((ذكرْتُ حَدِيثًا رواهُ ابنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: ((مَا حَقُ امْرِئٍ يَبِيْتُ ثَلاَثاً إِلاَّ
وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ)) . فدَعَوْتُ بِدَوَاةٍ وقِرْطاسٍ لأَكْتُبَ وصيَّتِي، وَجاءَني النَّوْمُ، فَنِمْتُ، فَبَيْنَا
أَنَا نائمٌ، إذْ دَخَلَ عليَّ داخلٌ أبيضُ الثِّيابِ، حَسَنُ الوَجْهِ، طَيِّبُ الرَائحَةِ، فقلتُ: يَا هَذا،
مَنْ أَدْخَلَكَ دَاري؟، قَالَ: أَدْخَلَنِيهَا رَبُّها، قلتُ: فَمَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: مَلَكُ المَوْتِ، قَالَ:
فَرُعِبْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: لَنْ تُرَع، إِنِّي لمْ أُومَرْ بِقَبْضِ روحِكَ، قَالَ: قُلْتُ: اكْتُبْ لِي بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، (¬5) قَالَ: هَاتِ دَوَاةً
¬_________
(¬1) أبو حفص: هو عمر بن الحسن بن نصر أبو حفص القاضي الحلبي، مات سنة ست أو سبع وثلاثمائة، وثقه الدارقطني. انظر سؤالات الحاكم للدارقطني: 0/131، وتاريخ بغداد 11/221 وسير أعلام النبلاء 14/254 تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 301-320/214.
(¬2) محمد بن أبي سكينة: واسم أبي سكينة زياد بن مليك، قال الحافظ ابن حجر: وهو جائز الحديث لأنه مجهول الحال لم يوثق ولم يضعف. لسان الميزان 7/55.
(¬3) أبوه: ميمون بن عمارة، وقيل: أيمن بن بدر أبو روّاد المكي العتكي، يروي عنه ابنه عبد العزيز، ذكره البخاري وابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في ثقاته، الكنى للبخاري 0/31، والجرح والتعديل 9/372، والثقات 5/417، والمقتنى في سرد الكنى 1/240.
(¬4) أبوه: أسلم أبو زيد العدوي مولى عمر ثقة مخضرم. التقريب 1/104.
(¬5) وأما قوله: اكْتُبْ لِي بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ: فالبراءة من النار لا تكون إلا بملازمة طاعة الله ورسوله حتى الممات، مع إرجاع ذلك إلى الله تعالى، إذ لا يدخل أحد الجنة بعمله، وإنما يدخلها المؤمن بعد أن يتغمّده الله برحمته.

الصفحة 800