كتاب عودوا الى خير الهدي

يوسف سمعت نشيجه من وراء الصفوف" (¬1).
وقال القاسم بن محمد: "كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة فأسلِّم عليها، فغدوت يومًا فإذا هي قائمة تُسَبِّح (¬2)، وتقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27] وتدعو، وتبكي، وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت، فإذا هي قائمة تصلي وتبكي" (¬3).
وعن مسروق قال: قال رجل من أهل مكة: هذا مقام تميم الداري، لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو قُرب أن يُصبح، يقرأ آية من كتاب الله، ويركع، ويسجد، ويبكي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (¬4) [الجاثية:21].
وقال بشير: "بِتُّ عند الربيع بن خثيم ذات ليلة، فقام
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14/ 8).
(¬2) أي: تصلى.
(¬3) "السمط الثمين" ص (90).
(¬4) "الإصابة" لابن حجر (1/ 184)، وصحح إسناده الى مسروق.

الصفحة 9