كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

والترف الذى بلغ إلى حد الخيال والشعر، وبين ما كانت تعانيه الشعوب من فقر مدقع وعجز تقشعر منه منه الجلود وتذرف له العيون، وما كانت تمتاز به من خلط بين الوسائل والغايات، والمحكمات والمتشابهات، والثوابت التى لا تتغير، والتطورات التى تخضع لاختلاف الزمان والمكان، زد إلى ذلك عدم بقاء الأديان على نقائها وأصالتها وفقد من يجدد هذه الديانات ويردها إلى أصلها وروحها ورسالتها (¬1).
وكذلك الشأن مع العصر الحاضر الذى يقوده الغرب - معناه الواسع - حضارياً وسياسياً وفكرياً - فإنه يتأرجح - وأحيانا كثيرة يصطرع بينشيوعية غير فطرية ورأسمالية غير خلقية، وبين حضارة راقية واكتشافات مذهلة، وتسخير لكثير من طاقات الكون، وبين أخلاق وحشية وعقول صبيانية، ونكتفى فى ذلك بشهادة واحدة لأحد الكتاب الغربيين فى العصر
¬__________
(¬1) ليرجع إلى مقال " ندرة شخصيات التجديد في الديانات الأخرى " في كتاب " رجل الفكر والدعوة في الاسلام " ج/1 , ص 15 , 21 , طبع دار القلم الكويتية.

الصفحة 10