كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

وفى نفس الوقت تثير هذه الكلمة وما تتبعها كلمة (لتكونوا شهداء على الناس) الاعتزال فى حملة رسالة الإسلام واتباع هذا الدين، والشعور بالكرامة والمسئولة والتبعة فى آن واحد، فإنها تستلزم معنى الوصاية على الأمم، والإشراف على العالم، والنهوض بالحسبة الخلقية، والرقابة المعنوية، وقيادة الركب الإنسانى فى كل فترة من فترات التاريخ، وبقعة من بقاع العالم، وبالإخلال بذلك أو التنازل عنه يحرمون نفوسهم من كونهم أمة وسطاً، وجدارتهم لأن يكونوا شهداء على الناس، وذلك شبه انتحار معنوى جماعى وكفران بنعمة الله.
وذلك لا يتحقق – فى شروط كثيرة لا يتسع هذا المقال لشرحها – إلا بأن يكون العمل التربوى والتعليمى فى هذه الأمة – على اختلاف بلادها وتنوع أوضاعها – منسجما متجاوبا مع رسالة هذه الأمة وطبيعتها والغاية التى بعثت لأجلها، والسر فى صيانة الله لها على كثرة أعدائها، سمة (الوسطية) والوحدة فى هذه الأمة وجدارتها لأن يكون أبناؤها شهداء على الناس، كافلا

الصفحة 12