كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

بذلك ضامنا له لا يتخلى عن وظيفته، ولا يتكاسل فضلا من أن يخون أو يعارض – فى أداء مهمته، لذلك سيكون حديثى مركزا على البحث عن الوضع التربوى والتعليمى فى البلاد الإسلامية ومدى وفائه لرسالته وتجاوبه للغاية التى بعثت لهذه الأمة ووصفت بالوسطية وأكرمت بالشهادة على الناس فى كل زمان ومكان، فإن نظام التربية والتعليم هو العامل الأقوى فى بناء الأمة ونقل خصائصها ورسالتها وعقيدتها وخلقها إلى الأجيال الصاعدة، وهو المعمول الهدام – إذا أسىء استخدامه أو استورد من مصدر لا يؤمن بقيمة ومثله، لكيان هذه الأمة وجوهرها، والحاجز الأكبر بين ماضيها وحاضرها، والصائغ المدمر لمستقبلها.
جاء عهد الاحتلال الأجنبى وغزو الغرب الفكرى والثقافى، ووقع الشرق الإسلامى – بإرادة أو بغير إرادة – فى حضانة التربية الغربية، ونظمها التعليمية، ومناهجها الفكرية، وقيمها ومثلها العليا، وتصورها للحياة والإنسان، ونظرتها إلى العلوم والآداب، كما يترامى الطفل فى أحضان مرب كبير، وقبل

الصفحة 13