كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

نظامه التعليمى، وبالاصح فكرته التعليمية، بحذافيرها وعلى علاتها، التى ولدت ونشأت واختمرت فى بيئة تؤمن بعقائد وأسس، ومبادىء وقيم، ومفاهيم ومثل التى يؤمن بها المجتمع الإسلامى أو يجب أن يؤمن بها ويعيش لها، ويجاهد فى سبيلها، بل تقوم على نفيها وهدمها أحيانا، والتهكم بها والاستهانة بقيمتها أحيانا أخرى، فكان مثله كمثل رجل يتناول السم الزعاف ليعيش، ويشرب الماء الملح الأجاج ليروى غلته، وحكموا فى تخطيط برامجهم التعليمية، ومؤسساتهم العلمية الإخصائيين أو المستشارين من البلاد الأجنبية، ولم يستوردوا منها المقررات الدراسية فحسب، بل النظرات التعليمية والتصورات التربوية، وأرسلوا البعثات إلى الخارج تنشأ فى أحضان المربين الغربيين والأساتذة الأجانب، ثم أطلقوا أيديهم ومنحوهم كل حرية فى تخطيط البرامج التعليمية وسياسة التعليم فى هذه الأقطار الإسلامية.

الصفحة 14