كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل
فكانت النتيجة وجود طبقة مضطربة فى العقائد والأفكار، والسيرة والأخلاق، وأحسن أحوالها أن تكون مذبذبة بين الفكرة الغربية والفكرة الإسلامية، وإلا فهى فى أكثر الحيان تنسلخ من كل مايدين به مجتمعها وأمتها وبلادها.
وذلك شىء طبعى لا يستغرب وجوده، إنما يستغرب عكسه، وقد يكون هؤلاء الإخصائييون أو المستشارين وتلاميذهم مخلصين فى عملهم يريدون الخير للأقطار الإسلامية والأجيال المسلمة فى هذا التخطيط التربوى، وفى هذه السياسة التعليمية، ولكن ذلك لا يمنع من تعرض هذه الأقطار والأجيال لهذا الاضطراب الفكرى، أو التناقض المبدئى، ولكثير منهم العذر فى ذلك لقلة معرفتهم بهذا الدين وأسسه ومبادئه، وطبيعة هذه الشعوب الإسلامية وما يتفق مع شخصيتها ورسالتها، وما يتنافى معهما، وقد تكون محاولتهم لإنقاذها – بإخلاص وحسن نية – ذريعة إلى هلاكها.