كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

وألقاها على الرمل حيث لا تصل إليها الأمواج وكانت النتيجة ظاهرة لا تحتاج إلى تفسير) .
وقد اتفق أعظم علماء التربية فى العهد الحاضر على (أن عملية التربية فى أمة وبلاد ليست بضاعة تصدر إلى الخارج، أو تستورد إلى الداخل، كالمصنوعات أو المواد الخام، أو الحاجيات أو المخترعات التى لا تختص ببلد دون بلد، إنما هو لباس يفصل على قامة هذه الشعوب وملامحها القومية، وتقاليدها الموروثة، وآدابها المفضلة، وأهدافها التى تعيش لها، وتموت فى سبيلها (¬1) ، وأن التربية ليست إلا وسيلة راقية مهذبة لدعم العقيدة التى يؤمن بها شعب أو بلد، وتغذيتها بالاقناع الفكرى القائم على الثقة والاعتزاز وتسليحها بالدلائل العلمية، إذا احتج إليها، ووسيلة كريمة لتخليد هذه العقيدة، ونقلها سليمة إلى الأجيال القادمة، وأن أفضل تفسير لنظام التربية هى أنها (السعى الحثيث المتواصل يقوم به الآباء والمرّبون لإنشاء أبنائهم
¬__________
(¬1) مقتبس من محاضرة كاتب السطور مهمة التربية والتعليم المدرجة في كتابه " نحو التربية الاسلامية الحرة ".

الصفحة 17