كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

وبين الطبقات المتدينة المحافظة، وبين الطبقات المتحررة التقدمية فى جانب آخر، وذلك كله نتيجة نظام التربية الغربى المستورد من الخارج، أو المصوغ فى الداخل على فكرة النظام الغربى وخطوطه، فهو ينشىء جيلا لا يسيغ العقائد والحقائق التى يقوم عليها المجتمع الإسلامى أو الأمة الإسلامية، لأن ما يعطيه هذا النظام ويغرس فى النفوس والعقول، يتناقض تناقضاً واضحا مع العقائد والحقائق التى يؤمن أو يجب أن يؤمن بها هذا المجتمع أو الأمة، وإذا أساغها فإنما يسيغها بمعجزة أو بتأثير خارجى يضعف سلطان هذا النظام، وذلك شاذ لا يقاس عليه. وإذا وجدت هذه الطبقة أو الجيل الذى نشأ فى أحضان هذا النظام، ورضع بلبانه، بقى فى صراع دائم مع عقيدة الشعب وعقليته وعواطفه واتجاهاته، فإذا كان قوى النفس قوى الإرادة، حاول أن يزيل أنقاض العهد القديم أو الرجعية (كما يقول بعض أفراد هذه الطبقة) ويُخلص الأمة والبلاد من ركام الماضى، وهناك تقوم معركة تستهلك طاقات وكفايات كانت الأمة أحوج

الصفحة 21