كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

إليها، وتقوم حرب داخلية قد تكون أطول وأعنف من الحروب الخارجية، وهذه قصة بلاد ابتليت بزعامات دانت بمبادىء وفلسفات ثورية أو قومية أو علمانية.
وإذا كان هؤلاء الأفراد ضعيفى النفس والشخصية والإرادة، أصيبوا بمركب النقص، وبكره شديد للعقائد والأهداف التى يؤمن بها الشعب، فيحيكون المؤامرات ويمالئون الأجانب، وينتهزون كل فرصة للتخلص من ضغط الشعب الدينى، ونفوذ الدعاة الذين ينادون بالإسلام، فتكثر حوادث الخيانة القومية وتعيش البلاد فى جو من الاضطراب والإرهاب، وعدم الثقة والشك والبلبلة الفكرية.
ولا سبيل إلى التخلص من هذا الوضع غير الطبيعى وغير الضرورى، إلا قلب هذه الأوضاع التعليمية رأسا على عقب، وصياغة جذرية جديدة، وهى قضية العالم الإسلامى الكبرى، وضرورته القصوى، ونداء الوقت وفريضة الساعة.

الصفحة 22