كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

على مركز الأمة الإسلامية فى هذا الكون، ودورها فى قيادة العالم، وإسعاد الإنسانية، وإنقاذ الأمم، يقول الشاعر الحكيم الفيلسوف الكبير:
(أنت للناموس الأزلى حارس وأمين، ولإرادة سيد هذا الكون يسار ويمين) (¬1) .
لقد كانت نشأتك من التراب، ولكن بك قوام العالم وبقاء الأمم، واشرب كأساً فائضة من اليقين، وانهض من حضيض الظن والتخمين، انتبه من السبات العميق الذى طال أمده واشتدت وطأته.
الغياث من الافرنج الذين خلبوا العقول وسحروا النفوس، الغياث من هؤلاء الذين خدعوا مرة بالرقة والدلال، ومرة بالقيود والأغلال، وتارة مثلوا دور (شيرين) وطوراً لعبوا دور (أبرويز) (¬2) لقد أصبح العالم كله خرابا يبابا بإغارتهم وغزوهم.
¬__________
(¬1) يعمي أنه إله بيد القدرة الإلهية وجارحة لها.
(¬2) يشير إلى قصة غرامية فارسية قديمة تناقلها الأدباء والشعراء , في إيران والهند , تمثل فيها (شيرين) دورالمرأة الفاتنة التي هام بها الأبطال , و (ابرويز) دور الملك القاهر الذي عشقها واستأثر بها.

الصفحة 25