كتاب الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها وآفاق المستقبل

بسهولة، فيفهمها الإنسان العارف باللغة العربية فى نطاق فهمه لهذه اللغة، وفى مجال تجاربه واختباره لمن وصف ب (الوسطية) فى الرجال، أو اتصف بالاعتدال والاتزان من الأعمال، أو يرجع إلى معجم عربى معول عليه فعرف معناها فى مجال الشرح الذى لا تتخطاه المعاجم مهما توسعت واستفاضت، فكان ذلك كله حجابا لفهم المعانى التى احتوت عليها هذه الكلمة العربية القرآنية، وعجز عن إدراك أعماقها وأبعادها، ووزنها الحقيقى، حتى أمم الأنبياء فى زمن بعثتهم وبعدها.
ولا يشعر الإنسان المتذوق للغة، المنصف بالطبيعة، بسعة هذه الكلمة وشمولها، وعمق أغوارها، واتساع أبعادها وآفاقها، بعض الشعور، حسب توفيق الله تعالى أولاً، ثم بذكائه وبعد نظره وسعة صدره، وقدرة إنصافه واعترافه ثانياً، إلا إذا كان واسع الاطلاع على تاريخ العصور التى سبقت البعثة المحمدية وظهور الإسلامى، ونزول القرآن، والمجتمعات الجاهلية بشتى أنواعها وأقاليمها ومناطقها وعصورها، واستعرضها

الصفحة 8