كتاب العثمانية

السكينة نزلت على من لم يخل من السكينة وقلة الاضطراب، وعلى المسهل على صاحبه والمطيب لنفسه والمبشر له بالنصر، حين يقول: {لا تحزن إن الله معنا}. وهو كما أخبر أبو معاوية الضرير، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت: في قول الله: {فأنزل الله سكينته عليه} قال: على أبي بكر، فأما النبي - صلى الله عليه - فقد كانت السكينة عليه من قبل ذلك.
فإن قالوا: فكيف وقد قال الله على نسق الكلام: {وأيده بجنود لم تروها}، والمؤيد بالجنود في هذا الموضع لا يجوز أن يكون إلا النبي - صلى الله عليه -، لأن الجنود الذين عنى الله ملائكته.
قيل لهم: وما تنكرون أن يكون الله أيد رجلا بالملائكة، بشفاعة النبي - صلى الله عليه - وبشارته وبحق صحبته، كما أيد الله جميع أهل بدر بالملائكة. وكما زعموا أن الملائكة نزلت في زي الزبير، وليس أن الله حين أيد أبا بكر بالملائكة أنه أراه جبريل وميكائيل، ولكن

الصفحة 108