كتاب العثمانية

فإن أبوا إلا أن يكون قد كان في ذلك الجيش فالجواب على ما قلنا.
فإن قالوا: قد سمعنا مقالتكم. ولكن ما الدليل على أن النبي - صلى الله عليه - أمر أبا بكر بالصلاة بالناس؟
قلنا لهم: إنه ليس لأنه كان مأمورا بالصلاة فقط، ولكنه صلى بالناس سبع عشرة صلاة إلى أن توفى النبي - صلى الله عليه -. وذلك أن النبي عليه السلام بدئ يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر، ويوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول. وهذا هو السبب عندهم.
وزعم أصحاب السير والأخبار أن النبي - صلى الله عليه - كان يأمر بلالا بالأذان، فإذا وجد إفاقة خرج يصلي بالناس، وإن اشتد ما به قال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس" فكان النبي وأبو بكر يصليان على هذه الصفة.
فإن أنكروا أن يكون النبي - صلى الله عليه - أمر أبا بكر أن يصلي و [ادّعوا] أن هذه الأخبار كلها باطل، وأن العلة في هذه الأيام كلها لم تمنع النبي - صلى الله عليه - من الصلاة حتى مات.
قيل لهم: أرأيتم هذا الذي قلتموه وادعيتموه، أشئ استخرجتموه أو سمعتموه؟
فإن زعموا أنهم سمعوا قلنا لهم: فأتوا بفقيه واحد أو محدث يقول كما تقولون، ويحدث كما تزعمون. وجميع ما يدعى باطل.

الصفحة 170