كتاب العثمانية

يا معشر المسلمين في هؤلاء الذين قد ... إلينا من أطاعهم ليصدونا عن المسجد الحرام" قام أول الناس فقال: نرى - والله ورسوله أعلم - أن نمضي لوجهنا، فمن صدنا عن البيت الحرام قتلناه.
وأبو بكر الذي لما أتى بديل بن ورقاء الخزاعي يوم الحديبية في نفر من أصحابه فأقبل على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا محمد، لقد اغتررت بقتال قومك وإن قريشا ستقاتلكم عن ذراريهم وأموالهم، قد استنفروا الأحابيش وخرجوا إلى بَلْدَح، معهم العوذ المطافيل، والله ما أرى معك أحدا له وجه، مع أني أراكم قوما لا سلاح لكم، ولو قد عض هؤلاء الحديد لقد أسلموكم، قال أبو بكر: عضضت ببظر اللات، أنحن نسلمه؟ قال له بديل: أما والله لولا يد لك عندي لأجبتك، والله إني وقومي لنحب أن يظهر محمد!
وأقبل عروة بن مسعود في نفر من قومه حتى أناخ راحلته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: إني تركت كعبا وعامرا على أعداد الحديبية معهم العوذ المطافيل، وما أرى معك أحدا أعرف وجهه ونسبه، وإنهم لخلقاء أن يخذلوك - والقوم سكوت - فغضب أبو بكر وقال: امصص ببظر اللات، أنحن نخذله؟ قال عروة: أما والله لولا يد لك عندي

الصفحة 64