كتاب الوابل الصيب - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

والمقصود: أن الله عز وجل لا يصعد إليه من الأعمال والأقوال والأرواح إلا ما كان منها نورًا، وأعظمُ الخلق نورًا أقربهم إليه، وأكرمُهم عليه.
وفي "المسند" من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنَّ الله تعالى خَلَقَ خَلْقَه في ظُلْمَةٍ، وَألْقى عليهم مِنْ نُورِه، فمن أصابَ من ذلك النُّورِ اهْتدَى، ومن أخْطَأه ضَلّ"؛ فلذلك أقول: جَفَّ القلمُ على عِلْمِ الله تعالى (¬١) .
وهذا الحديث العظيم أصل من أصول الإيمان، وينفتح به باب
---------------
= وقال أبو موسى الأصبهاني -فيما نقله عنه المصنِّف في "تهذيب السنن" (١٣/ ٦٥) -: "هذا حديث حسنٌ مشهور بالمنهال".
وسبق ذكر عبارة ابن منده.
وانتصر لتصحيحه شيخ الإسلام في "الفتاوى"، والمصنِّف في كتبه: "الروح" (٢١٩ - ٢٢١)، و"اجتماع الجيوش الإسلامية" (١١٢)، و"تهذيب سنن أبي داود" (٩/ ٢٣)، (١٣/ ٦٣ - ٦٩).
وقال الذهبيُّ في "العلو" (١١٧): "إسناده صالح"، وتقدّمت له عبارة أخرى.
(¬١) "المسند" (٢/ ٦٢٤ - ٦٢٥).
وأخرجه -أيضًا- الترمذيُّ (٢٦٤٢)، والحاكم (١/ ٣٠ - ٣١) وغيرهما.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وصحّحه ابن حبان (٦١٦٩)، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، قد تداولتْه الأئمة، وقد احتجّا بجميع رُواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علّة". ولم يتعقبه الذهبي.
وقولُه: "فلذلك أقول: جفّ القلم. . ." هذا من قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، راوي الحديث، كما هو مبيَّن في المصادر السابقة.

الصفحة 148