كتاب الوابل الصيب - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

والأجر.
والذِّكرُ يوجب له القرب من الله عز وجل والزلفى لديه، وهذه هي المنزلة.
وعُمَّال الآخرة على قسمين: منهم من يعمل على الأجر والثواب، ومنهم من يعمل على المنزلة (¬١) والدرجة، فهو ينافس غيره الوسيلة والمنزلة عند الله تعالى، ويسابق إلى القُرْبِ منه.
وقد ذكر الله تعالى النوعين في سورة الحديد في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨) } [الحديد: ١٨] فهؤلاء أصحاب الأجور والثواب، ثم قال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} [الحديد: ١٩] فهؤلاء أصحاب المنزلة والقُرْبِ، ثم قال: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} فقيل: هذا عطفٌ على الخبر عن {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}، أخبر عنهم بأنهم هم الصّدِّيقون، وأنهم الشهداء الذين يشهدون على الأمم، ثم أخبر عنهم بخبرٍ آخر، وهو قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}؛ فيكون قد أخبر عنهم بأربعة أمور:
أنهم صِدِّيقون، وشهداء، فهذه هي المرتبة والمنزلة، ثمّ أخبر عنهم
---------------
(¬١) من قوله "وعمّال الأخرة" إلى هنا، ساقط من (ت).

الصفحة 166