كتاب الوابل الصيب - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وصاحبُها لا يشعرُ بها (¬١) .
فما الظَّنُّ بِمَنْ قَدَّم على قولِ الرسولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهديه وطريقه قولَ غيره وهديَه وطريقَه؟! أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر؟!
ومن هذا قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" (¬٢) .
ومن هذا قول عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها لزيد بن أرقم رضي الله عنه لما باع بالعِينة: "إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلا أن يتوب" (¬٣) .
وليس التبايُع بالعِينة رِدَّةً، وإنما غايته أن يكون معصية.
فمعرفةُ ما يفسدُ الأعمال في حَالِ (¬٤) وقوعها، ويبطِلُها ويحبطُها بعد
---------------
(¬١) "بها" من (ح) و (ق).
(¬٢) أخرجه البخاري (٥٥٣، ٥٩٤) من حديث بريدة رضي الله عنه.
وانظر: "الصلاة وحكم تاركها" (٨٥ - ٨٧) للمصنّف.
(¬٣) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديّات" (١/ ١٥٥)، وعبد الرزاق في "المصنف" (٨/ ١٨٤ - ١٨٥)، والدارقطني في "السنن" (٣/ ٥٢)، والبيهقي في "الكبرى" (٥/ ٣٣٠ - ٣٣١).
وأعلّه الشافعيُّ في "الأم" (٤/ ٧٤)، والدارقطني في "السنن" بجهالة امرأة أبي إسحاق.
وأجاب عن هذه العلّة -وأحسن ما شاء- المصنّفُ في "إعلام الموقعين" (٣/ ١٦٧ - ١٦٩)، و"تهذيب السنن" (٩/ ٢٤٠، ٢٤٦)، وابن التركماني في "الجوهر النقي" (٥/ ٣٣١ - سنن البيهقي)، وابن الجوزي في "التحقيق" (٢/ ١٨٤)، وجوّد إسناده ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (٢/ ٥٥٨).
(¬٤) (م): "وقت".

الصفحة 21