كتاب الوابل الصيب - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فهذا قبولُه لهذا العمل إثابتُه عليه بمخلوق من مخلوقاته، من القصور، والأكل والشرب، والحور العين، وإثابة الأول رِضاهُ العمل لنفسه (¬١)، ورضاه على (¬٢) عامله، وتقريبه منه، وإعلاء درجته ومنزلته، فهذا يعطيه بغير حساب، فهذا لونٌ، والأول لونٌ (¬٣).
والناس في الصلاة على مراتب خمسة:
أحدها: مرتبة الظالم لنفسه، المُفَرِّط، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها (¬٤) الظاهرة ووضوئها، لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس (¬٥) والأفكار.
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها، وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوه؛ لئلا يسرق منه صلاته (¬٦)، فهو في صلاةٍ وجهاد.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها،
---------------
(¬١) (ت): "رضاه لنفسه"، وفي (ح) و (ق): "رضي العمل لنفسه".
(¬٢) (ح): "عن معاملة" وفي (ق): "عن عامله".
(¬٣) انظر: "المنار المنيف" للمصنِّف (٢٢ - ٢٤).
(¬٤) "وأركانها" من (ح) و (م) و (ق)،
(¬٥) "فذهب مع الوساوس" ساقط من (ت).
(¬٦) (ت) و (ح) و (ق): "يسرق صلاته".

الصفحة 49