كتاب الوابل الصيب - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فإنّ (¬١) الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم، فالذكر باب المحبة، وشارعها الأعظم، وصراطها الأقوم (¬٢).

العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يُدْخِلَه في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذِّكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه (¬٣) في كل أحواله، فيبقى الله عز وجل مَفْزَعه وملجاه، ومَلاذه ومَعاذه، وقِبْلة قلبه، وَمَهْرَبَه عند النوازل والبلايا (¬٤).
الثانية عشرة: أنه يُورِثه القُرْبَ منه؛ فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قُرْبُه منه، وعلى قدر غفلته يكون بُعْده منه.
الثالثة عشرة: أنه يفتح له بابًا عظيمًا من أبواب المعرفة، وكلّما أكْثَر من الذكر ازداد من المعرفة (¬٥).
الرابعة عشرة: أنه يُورِثه الهيبة لربه عز وجل وإجلالِه؛ لشدة استيلائه على قلبه، وحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل؛ فإن حجاب الهيبة رقيقٌ
---------------
(¬١) (ت): "فإنّه".
(¬٢) انظر: "جلاء الأفهام" (٦١٦ - ٦٢٠) للمصنِّف.
(¬٣) "إليه" من (ح) و (ق).
(¬٤) (ت): "والبلاء".
(¬٥) الفائدة الثالثة عشرة ساقطة من (ت).

الصفحة 95