ولد ناقة" يُوهِمُ الفصيلَ، فقال: وما أصنعُ بولدِ ناقةٍ؟ فقالوا له في ذلك، وكانَ عنده من نَعَمِ الجزيةِ والصدقةِ عددٌ، فقال: "أليس الجمال أولادَ النُّوق" (١)، وقال: "لا يدخلُ الجنَّةَ العُجَّز" (٢)، وإلى أمثالِ ذلك من المعارِضِ، وقال ذلك توسُّعاً، وقال: "إنِّي لأَمْزَحُ، ولا أقولُ إلا حقاً" (٣).
وليسَ من حيثُ نفيُه كان كذباً، ألا ترى أنه يحسُنُ نفيُه، وهو
---------------
(١) أخرج أبو داود (٤٩٩٨)، والترمذي (١٩٩١) من حديث أنس بن مالك: أن رجلاً استحمل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إني حاملُكَ على وَلَدِ النَّاقة" فقال: يا رسولَ الله، ما أصنعُ بولَدِ الناقةِ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل تلِدُ الإبلُ إلا النوق؟ ". قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيحٌ غريب.
(٢) جاء ذلك في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتته عجوز من الأنصار، فقالت: يا رسول الله، ادعُ الله أن يدخلني الجنَّة.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الجنَة لا تدخلُها عجوز" فذهب النبي- صلى الله عليه وسلم - فصلَّى، ثم رجع إلى عائشة، فقالت عائشة: لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إنَّ ذلك كذلك، إنَّ الله إذا أدخلهنَّ الجنَة، حولَهنَّ أبكاراً".
ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٤١٩، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مسعدة بن اليسع وهو ضعيف.
(٣) ورد من حديث ابن عمر، وأنس رضي الله عنهما: أخرجه من حديث ابن عمر الطبراني في "الكبير" (١٣٤٤٣)، وأما حديث أنس، فأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" ٣/ ٣٧٨.
ورويَ هذا الحديث عن أبي هريرة بلفظ: قالوا: يا رسولَ الله إنك تداعبنا؟ قال: "إني لا أقولُ إلا حقاً".
أخرجه أحمد ٢/ ٣٤٠ و ٣٦٠، والبخاري في "الأدب المفرد" (٢٦٥)، والترمذي (١٩٩٠)، والبغوي (٣٦٠٢).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.