كتاب الوفية باختصار الألفية

مقدمة الناشر
الحمد لله القائل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، فعلم أصحابه قراءة القرآن غضا طريا، وبعد
فقد ألف الإمام العلامة الحجة ابن مالك الأندلسي الجياني ألفيته التي صارت كعبة الدارسين، وشُرحت كثيرا من علماء عارفين، واختُصرت كذلك.
وكان الإمام السيوطي - رحمه الله - صاحب همة عالية، ومجدد عصره، حاز الفنون والعلوم، وأحب أن يكون له نصيب في ذلك؛ فاختصر ألفية ابن مالك في (٦٣٥) بيتا، والعجيب أن مصر خلت من نسخة من اختصار الألفية، بل خلا العالم كله فيما نعلم إلا الأندلس (أسبانيا)، فحفظ الله لنا اختصار هذه المنظومة في مكتبة الأسكوريال بأسبانيا، وهي نسخة نفيسة كتبها تلميذه النجيب الإمام العلامة محمد بن علي الداودي صاحب طبقات المفسرين، فأنعم بها من نسخة مباركة بخط إمام مبارك لإمام مبارك، اختصرت ألفية إمام مبارك، وقد حققها أخ فاضل مبارك مشتغل مُحصِّل متفنن، وهو الأخ الفاضل حمزة أبو توهة سلمه الله، من بلاد الشام المقدَّس فلسطين، والحمد لله الذي أكرمنا بنشرها، ونسأل الله النفع بها والإخلاص والقبول؛ إنه ولي الإجابة سبحانه.

وكتب خادم تراث الأمة الإسلامية
عبد العاطي محيي الشرقاوي
أبو يعقوب الأزهري

الصفحة 4