كتاب الوفية باختصار الألفية

مقدمة
حاز علم النحو نصيبًا وافرًا من المنظومات العلمية، منها ما كان يجمع جُلّ أبواب النحو، مثل ألفية ابن معط، وألفية ابن مالك، وألفية الآثاري، وألفية السيوطي، ومن قبلها ملحة الإعراب، ومنها ما كان يختص بمسائل مفردة، مثل القصيدة المجرادية، ونظم المرادي للجمل، ونظم الزواوي لقواعد الإعراب، والمنظومة الميمية لحازم القرطاجني.
ولعل أول منظومة في النحو -كما يقال- هي منظومة الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد شكك الدكتور العلامة الطناحي في هذه النسبة للخليل بن أحمد، ورجح أن يكون أول عهد بالمنظومات ما بعد القرن الرابع (¬١).
وأشهر هذه المنظومات ملحة الإعراب للحريري، وألفية ابن معط، والوافية لابن الحاجب، وألفية ابن مالك، وألفية السيوطي المسماة بالفريدة، وألفية ابن مالك هي الأشهر على الإطلاق، حيث إنه إذا أُطلق لفظ الألفية فهو منصرف إليها من غير لبس.
ولما كانت ألفية ابن مالك هي أنفع المنظومات النحوية انبرى كبار العلماء شارحين لها، درسوها في مجالسهم، وكتبوا عليها تعليقات وتقييدات وحواشي وشروحًا لشواهد شروحها، وبعضهم اختصرها.
ومن أهم هذه الاختصارات "الوفية باختصار الألفية" للإمام جلال الدين السيوطي، وكان العزم منعقدًا على العكوف على هذا الاختصار تحقيقًا ودراسة، لما فيه من نفع للطلاب، وذلك في قالب اختصار الفائدة النحوية بلفظ أقل مع الحفاظ على القاعدة بل ربما مع زيادة فائدة على الألفية.

والله الموفق
حمزة مصطفى حسن أبو توهة
٢٣\ ٧\٢٠١٨
_________
(¬١) انظر: الفصول الخمسون ٢٩.

الصفحة 5