كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 1)

(رب السَّمَوَات الطباق ومركز ... فِي وسطهن من الثرى والأبحر)

(إِنِّي دعوتك مستجيراً مذنباً ... فَاغْفِر خَطِيئَة مذنب ومقصر)

(هذب بفيض مِنْك رب الْكل من ... كدر الطبيعة والعناصر عنصري)
اللَّهُمَّ رب الْأَشْخَاص العلوية والأجرام الفلكية والأرواح السماوية غلبت على عَبدك الشَّهْوَة البشرية وَحب الشَّهَوَات وَالدُّنْيَا الدنية فَاجْعَلْ عصمتك مجنى من التَّخْلِيط وتقواك حصنى من التَّفْرِيط أَنَّك بِكُل شَيْء مُحِيط اللَّهُمَّ انقذني من أسر الطبائع الْأَرْبَع وانقلني إِلَى جنابك الأوسع وجوارك الأرفع اللَّهُمَّ اجْعَل الْكِفَايَة سَببا لقطع مَذْمُوم العلائق الَّتِي بيني وَبَين الْأَجْسَام الترابية والهموم الكونية وَاجعَل الْحِكْمَة سَببا لِاتِّحَاد نَفسِي بالعوالم الآلهية والأرواح السماوية اللَّهُمَّ طهر بِروح الْقُدس الشَّرِيفَة نَفسِي وآثر بالحكمة الْبَالِغَة عَقْلِي وحسي وَاجعَل الْمَلَائِكَة بَدَلا من عَالم الطبيعة أنسي اللَّهُمَّ ألهمني الْهدى وَثَبت إيماني بالتقوى وبغض إِلَى نَفسِي حب الدُّنْيَا اللَّهُمَّ قو ذاتي على قهر الشَّهَوَات الفانية وَالْحق نَفسِي بمنازل النُّفُوس الْبَاقِيَة وَاجْعَلْهَا من جملَة الْجَوَاهِر الشَّرِيفَة الْعَالِيَة فِي جنَّة عالية سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ سَابق الموجودات الَّتِي تنطق بِالسنةِ الْحَال والمقال أَنَّك معطي كل شَيْء مِنْهَا مَا هُوَ مُسْتَحقّه بالحكمة وجاعل الْوُجُود لَهَا بِالْقِيَاسِ إِلَى عدمهَا نعْمَة وَرَحْمَة فالذوات مِنْهَا والأعراض مُسْتَحقَّة بآلائك شاكرة فَضَائِل نعمائك وَأَن من شَيْء إِلَّا يسبح بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَا تفقهون تسبيحهم الْإِسْرَاء سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَعَالَيْت إِنَّك الله الْأَحَد الْفَرد الصَّمد الَّذِي لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد اللَّهُمَّ أَنَّك قد سجنت نَفسِي فِي سجن من العناصر الْأَرْبَعَة ووكلت بافتراسها سباعاً من الشَّهَوَات اللَّهُمَّ جد لَهَا بالعصمة وَتعطف عَلَيْهَا بِالرَّحْمَةِ الَّتِي هِيَ بك أليق وبالكرم الفائض الَّذِي هُوَ مِنْك أَجْدَر وأخلق وامنن عَلَيْهَا بِالتَّوْبَةِ العائدة بهَا إِلَى عالمها السماوي وَعجل لَهَا بالأوبه إِلَى مقَامهَا الْقُدسِي واطلع على ظلمآئها شمسا من الْعقل الفعال وأمط عَنْهَا)
ظلمات الْجَهْل والضلال وَاجعَل مَا فِي قواها بِالْقُوَّةِ كَائِنا بِالْفِعْلِ وأخرجها من ظلمات الْجَهْل إِلَى نور الْحِكْمَة وضياء الْعقل الله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور الْبَقَرَة اللَّهُمَّ أر نَفسِي صور الغيوب الصَّالِحَة فِي منامها وبدلها من الأضغاث برؤيا الْخيرَات والبشرى الصَّالِحَة الصادقة فِي أحلامها وطهرها من الأوساخ الَّتِي تأثرت بهَا عَن محسوساتها وأوهامها وامط عَنْهَا كدر الطبيعة وانزلها فِي عَالم النُّفُوس الْمنزلَة الرفيعة الله الَّذِي هَدَانِي وكفاني وأواني وَأورد لَهُ أَيْضا من شعره مخلع الْبَسِيط
(لما رَأَيْت الزَّمَان نكساً ... وَلَيْسَ فِي الصُّحْبَة انْتِفَاع)

(كل رئيسٍ بِهِ ملالٌ ... وكل رأسٍ بِهِ صداع)

(لَزِمت بَيْتِي وصنت عرضا ... بِهِ من الْعِزَّة امْتنَاع)

(اشرب مِمَّا اقتنيت رَاحا ... لَهَا على راحتي شُعَاع)

(لي من قواريرها ندامى ... وَمن قراقيرها سَماع)

الصفحة 106