كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 1)

كَانَ الْمركب مُضَافا ومضافاً إِلَيْهِ وَالْأول يتعرف بِالثَّانِي نسبت إِلَى الثَّانِي وحذفت الأول كَقَوْلِك بكري وزبيري وكراعي نِسْبَة إِلَى أبي بكر وَابْن الزبير وَابْن كرَاع وَإِن كَانَا قد جعلا بِمَنْزِلَة زيد وَلم يقْصد تَعْرِيف الأول بِالثَّانِي نسبت إِلَيْهِمَا بِصِيغَة ربَاعِية منحوتة مِنْهُمَا أَي مركبة وَذَلِكَ مسموع غير مقيس كَقَوْلِك عبدري وعبقسي وتيملي وعبشمي وحضرمي نِسْبَة إِلَى عبد الدَّار وَعبد قيس وتيم اللات وَعبد شمس وحضرموت إِلَّا أَن خفت التباساً فِي مثل امرء الْقَيْس وَعبد منَاف فَإنَّك تَقول امرءي ومنافي وَأَجَازَ الْجرْمِي النِّسْبَة إِلَى كل من الجزءين فَتَقول حضري أَو موتِي وَإِن كَانَ الْمركب تركيب مزج فعلت بِهِ كالقسم الأول فَتَقول بعلي ومعدي وخمسي نِسْبَة إِلَى بعلبك ومعدي كرب وَخَمْسَة عشر وقالي نِسْبَة إِلَى قالي قلا وَمِنْهُم من ينْسب إِلَيْهِمَا قَالَ الشَّاعِر الطَّوِيل
(تَزَوَّجتهَا رامية هرمزية ... بِفضل الَّذِي أعْطى الْأَمِير من الرزق)
فنسبها إِلَى رام هُرْمُز وَإِذا نسبت إِلَى مَا آخِره يَاء كياء النّسَب فَإِن كَانَت رَابِعَة فَصَاعِدا فحذفت وَجعل موضعهَا يَاء النّسَب فَتَقول شَافِعِيّ فِي النِّسْبَة إِلَى الشَّافِعِي وَكَذَا تفعل فِي نَحْو مرمى فِي الْأَصَح مَعَ كَون ثَانِي يائيه غير زايدة وَمن الْعَرَب من يحذف أول يائيه ويقلب الثَّانِيَة واوا بعد فتح الْعين فَيَقُول مرموي وشفعوي)
وَإِذا نسبت إِلَى مَجْمُوع فَإِن كَانَ جمع تكسير وَلم يكن لَهُ وَاحِد من لَفظه مثل عباديد وشماطيط قلت عباديدي وشماطيطي فَإِن كَانَ للْجمع وَاحِد من لَفظه وَلم يكن بَاقِيا على جمعيته قلت أنماري وأنصاري ومدائيني وهوازني نِسْبَة إِلَى الأنمار وَالْأَنْصَار والمدائن وهوزان وَإِن كَانَ بَاقِيا على جمعيته نسبت إِلَى واحده فَقلت فَرضِي ورجلي نِسْبَة إِلَى الْفَرَائِض وَالرِّجَال وَقد جَاءَ فِي الشّعْر شاذاً قَول الْقَائِل الرجز مُشَوه الْخلق كلابي الْخلق الْقيَاس كَلْبِي نِسْبَة إِلَى كلاب وَزعم الْخَلِيل أَن نَحْو ذَلِك مسمعي فِي المسامعة ومهلبي فِي المهالبة فَإِن كَانَ لَا وَاحِد لَهُ نسبت إِلَيْهِ كَقَوْلِك نفري ورهطي نِسْبَة إِلَى نفر ورهط فَإِن جمعت الْجمع رَددته إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَتَقول فِي أَنْفَار نفري وَفِي أَقوام قومِي وَفِي نسْوَة وَنسَاء نسوي وَتقول فِي محَاسِن وأعراب محاسني وأعرابي لِأَنَّك لَو قلت عَرَبِيّ لتغير الْمَعْنى لِأَن الْأَعرَابِي لَا يَقع إِلَّا على البدوي والعربي لَيْسَ كَذَلِك وَإِذا نسبت إِلَى أَبنَاء فَارس قلت بنوي فأجروه على الأَصْل
وَإِن كَانَ الْجمع جمع سَلامَة فَإِن كَانَ جمعا غير علم حذفت الزيادتين وَقلت زيدي نِسْبَة إِلَى زيدين فَإِن كَانَ علما قلت زيديني وَكَذَا فِي الْمثنى إِن كَانَ تَثْنِيَة قلت زيدي وَإِن كَانَ علما قلت زيداني وَإِن كَانَ الْجمع قد جعلت النُّون

الصفحة 43