فَدفع الورقة إِلَى خَادِم على رَأسه وَقَالَ احتفظ بهَا فَإِن فرج الله ذَكرنِي لاقضى حق هَذَا الرجل وَكَانَ أَبُو معشر قد أَخذ مولده فَحكم لَهُ بالخلافة بِمُقْتَضى طالع الْوَقْت فَنَاوَلَهُ رقْعَة فِيهَا ذَلِك فَلَمَّا ولى الْخلَافَة اعطى كل وَاحِد منا ألف دِينَار أجْرى لَهُ فِي كل شهر ماية دِينَار وَقَالَ الزبير بن بكار دخلت على المعتز فَقَالَ لي يأبا عبد الله قد قلت أبياتا فِي مرضى هَذَا وَقد اعي على إجَازَة بَعْضهَا وأنشدني
(أَنِّي عرفت علاج الْقلب من وجعي ... وَمَا عرفت علاج الْحبّ والهلع)
(على ذَاك يَا سَيِّدي ... دنوك لي اصلح)
وَكَانَ المعتز من أجمل النَّاس صُورَة وَكَذَلِكَ نديمه يُونُس بن بغا وللمعتز ذكر فِي تَرْجَمَة يَعْقُوب بن اسحق ابْن السّكيت وَقَالَ لما بُويِعَ لَهُ بالخلافة
(تفرد لي الرَّحْمَن بالعز والتقى ... فَأَصْبَحت فَوق الْعَالمين أَمِيرا)
)
وَمن شعره أَيْضا
(الله يعلم يَا حَبِيبِي أنني ... مذ غبت عَنْك مدله مكروب)
(يدنو السرُور إِذا دنا بك منزل ... ويغيب صفو الْعَيْش حِين تغيب)
الْأَمِير الْمُوفق مُحَمَّد بن جَعْفَر قيل طَلْحَة الْأَمِير الْمُوفق أَبُو أَحْمد ابْن المتَوَكل قيل اسْمه طَلْحَة كَانَ ولي عهد الْمُؤمنِينَ وَهُوَ الد المعتضد بِاللَّه وَأمه أم ولد ولد سنة تسع وَعشْرين وماتين وَكَانَ من أجل الْمُلُوك رَأيا أشجعهم قلباً واسمحهم نفسا واغزرهم عقلا وأجودهم رَأيا وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس قد استولى على الْأُمُور وانقادت لَهُ الجيوش وَحَارب صَاحب