كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 3)

وَذكر أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن عَليّ الحصري فِي كتاب النورين قَالَ كَانَ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ)
رَافِضِيًّا غاليا وَفِي مرتبَة الْكفْر عَالِيا أَخْبرنِي من رَآهُ بنيسابور وَقد كظه الشَّاب فَطلب فقاعا فَلم يجده فَقَالَ لعن بِمَا قَالَ
(إِذا اعوز الفقاع لما طلبته ... هجوت عتيقاً والدلام ونعثلا)
فَإِذا كَانَ يهتتف بِهَذِهِ الْجُمْلَة بِغَيْر عِلّة فَكيف بِهِ مَعَ تَفْرِيغ الْعِلَل وتوسيع الأمل مِمَّن يطابقه على كفره وَيُوَافِقهُ على شَره وَقَالَ ياقوت قَرَأت فِي آخر ديوانه لَهُ
(بآمل مولدِي وَبني جرير ... فأخوالي ويحكي الْمَرْء خَاله)

(فها أَنا رَافِضِي عَن تراث ... وغيري رَافِضِي عَن كلاله)
وَقَالَ يهجو شريفاً
(عوار فِي شريعتنا وقبح ... علينا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود)

(كَأَن الله لم يخلقه إِلَّا ... لتنعطف الْقُلُوب على يزِيد)
وَقَالَ
(وَمَا خلقت كَفاك إِلَّا ربع ... وعوايد لم يخلق لَهُنَّ يدان)

(لتقبيلي أَفْوَاه وتبديد نايل ... وتقليب هندي وجر عنان)
وَقَالَ
(عَلَيْك بِإِظْهَار التجلد للعدى ... وَلَا تظهره مِنْك الذبول فتحقرا)

(أَلَسْت ترى الريحان يشْتم ناضراً ... ويطرح فِي الْمِيضَاة أَنى تغيرا)
وَكَانَ الْخَوَارِزْمِيّ يتعصب لآل بويه ويذم آل سامان وَكَانَ فِي أَيَّام يَاسر الْحَاجِب وانهزامه إِلَى جرجان فَبسط لِسَانه فِيهِ وَفِي الْوَزير الْعُتْبِي وَبلغ الْعُتْبِي عَنهُ أَنه قَالَ فِيهِ
(قل للوزير أَزَال الله دولته ... جزيت صرفا على نوح بن مَنْصُور)
وَلم يكن قَالَ ذَلِك وَإِنَّمَا قيل على لِسَانه فَكتب الْوَزير إِلَى يَاسر الْحَاجِب وَأمره بمصادرته وَقطع لِسَانه وَكتب إِلَى المظفر البرغشي بذلك وَكَانَ يَلِي النبدرة بنسابور فَأَخذه البرغشي وَقبض مِنْهُ مَا يتي ألف دِرْهَم ووكل بِهِ وَأمره بِالرُّجُوعِ إِلَى منزله فهرب من الموكلين وَرجع إِلَى حَضْرَة

الصفحة 160