كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 3)

(مَا آن للهجران أَن يَنْقَضِي ... عَن مهجة هجرك أضناها)

(إِن كنت مَا ترحمني فَارْتَقِبْ ... يَا قاتلي فِي قَتْلِي الله)
توفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس ماية مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ أَبُو الْفضل الْكَاتِب كَانَ كَاتب الْإِنْشَاء فِي دولة السُّلْطَان مَحْمُود بن)
سبكتكين نِيَابَة عَن أبي نصر بن مشكان وتولي الْإِنْشَاء لمُحَمد بن مَحْمُود ثمَّ لمسعود بن مَحْمُود ثمَّ لمودود ثمَّ للسُّلْطَان فرخزاد وَلما انْقَطَعت دولته لزم بَيته إِلَى أَن مَاتَ سنة سبعين وَأَرْبع ماية وَله كتاب زِينَة الْكتاب وتاريخ نَاصِر الدّين مَحْمُود بن سبكتكين وَسَماهُ الناصري ذكر فِيهِ من أول دولة مَحْمُود يَوْمًا يَوْمًا إِلَى آخر أَيَّامه وَهُوَ فِي عدَّة مجلدات وَمن شعره
(جُرْمِي قد أربى على الْعذر ... فَلَيْسَ لي شَيْء سوى الصَّبْر)

(فاشتر مني خاطري كُله ... لأنفق الْأَيَّام فِي الشُّكْر)
وَقَالَ وَهُوَ مَحْبُوس
(كلما مر سرورك يَوْم ... مر فِي الْحَبْس من بلاءي يَوْم)

(مَا لبؤسي وَلَا لنعمى دوَام ... لم يدم فِي النَّعيم والبؤس قوم)
جمال الدّين الأرمنتي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن يحيى الأرمنتي جمال الدّين كَانَ من الروساء الْأَعْيَان لطيف الذَّات كَامِل الصِّفَات نِهَايَة فِي الْكَرم حَتَّى أفْضى بِهِ ذَلِك إِلَى الْعَدَم فَقِيها فَاضلا أديباً ناظماً ناثراً أَخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وَالشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدشنائي وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين الْقَرَافِيّ وَالشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْخَطِيب الْجَزرِي وأصول الدّين والمنطق عَن بعض الْعَجم وَذكر للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ الْفَقِيه ابْن يحيى ذكي جدا كريم جدا فَاضل جدا وَتَوَلَّى الحكم بادفو وقمولاً وناب فِي الحكم بقوص وَبنى بأرمنت مدرسة ودرس بهَا وَتُوفِّي بأرمنت رَحمَه الله سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع ماية وَمن شعره
(عريب النقى قلبِي بِنَار الجوى يكوى ... وجيدي عَنْكُم دايم الدَّهْر لَا يلوى)

(ولي مقلة تبْكي اشتياقاً إِلَيْكُم ... ولي مهجة لَيست على هجركم تقوى)

(نشرتم بِسَاط الْبعد بيني وببنكم ... أَلا يَا بِسَاط الْبعد قل لي مَتى تطوى)

الصفحة 17