كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 3)

وَقَالَ من قصيدة أُخْرَى أَولهَا
(يَا أَيهَا الملوى الْوَزير الَّذِي ... أَيَّامه طايعة أمره)

(وَمن لَهُ منزلَة فِي العلى ... تكل عَن أوصافها الفكره)

(إِلَيْك نشكو حَالنَا إننا ... حاشاك من قوم أولي عسره)

(فِي قلَّة نَحن وَلَكِن لنا ... عايلة فِي غَايَة الْكَثْرَة)

(أحدث الْمولى الحَدِيث الَّذِي ... جرى لَهُم بالخيط والإبرة)

(صَامُوا مَعَ النَّاس وَلَكنهُمْ ... كَانُوا لمن أبصرهم عبره)

(إِن شربوا فالبئر زير لَهُم ... مَا بَرحت والشربة الجره)

(لَهُم من الخبيز مصلوقة ... فِي كل يَوْم تشبه النشره)

(أَقُول مهما اجْتَمعُوا حولهَا ... تنزهوا فِي المَاء والخضره)

(وَأَقْبل الْعِيد وَمَا عِنْدهم ... قَمح وَلَا خبز وَلَا فطره)
)
(فارحمهم أَن عاينوا كعكة ... فِي يَد طِفْل أَو رَأَوْا تمره)

(تشخص أَبْصَارهم نَحْوهَا ... بشهقة تتبعها زفرَة)

(كم قايل يَا أَبَا مِنْهُم ... قطعت عَنَّا الْخَيْر فِي كره)

(مَا صرت تَأْتِينَا بفلس وَلَا ... بدرهم ورق وَلَا نقره)

(وَأَنت فِي خدمَة قوم فَهَل ... تخدمهم يَا أبتا سَخَّرَهُ)

(وَيَوْم زارت أمّهم أُخْتهَا ... وَالْأُخْت فِي الْغيرَة كالضره)

(وَأَقْبَلت تَشْكُو لَهَا حَالهَا ... وصبرها مني على العشره)

(قَالَت لَهَا كَيفَ تكون النسا ... كَذَا مَعَ الْأزْوَاج يَا عره)

(قومِي اطلبي حَقك مِنْهُ بِلَا ... تخلف مِنْك وَلَا فتره)

(وَأَن تأبى فَخذي ذقنه ... وخلصيها شَعْرَة شعره)

(قَالَت لَهَا مَا هكذاى عادتي ... فَإِن زَوجي عِنْده ضجره)

(أَخَاف إِن كَلمته كلمة ... طَلقنِي قَالَت لَهَا بعره)

(وهونت قدري فِي نَفسهَا ... فَجَاءَت الزَّوْجَة محتره)

(فقابلتني فتهددتها ... فاستقبلت رَأْسِي بآجره)

(ودامت الْفِتْنَة مَا بَيْننَا ... من أول اللَّيْل إِلَى بكره)

(وَحقّ من حَالَته هَذِه ... أَن ينظر الْمولى لَهُ نظره)
وَكتب غلى بعض الْأَصْحَاب

الصفحة 91