كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 4)

(وَلَو كنت أزمعت الْفِرَاق لقربت ... إِلَى إناثٌ للوغى وذكور)
فَبلغ سُلَيْمَان بن عبد الْملك شعره فَأَطْلقهُ بعد أَن حبس بواسط)
وَفِيه يَقُول زِيَاد الْأَعْجَم
(قاد الجيوش لخمس عشرَة حجَّة ... ولداته عَن ذَاك فِي أشغال)

(قعدت بهم أهواؤهم وسمت بِهِ ... همم الْمُلُوك وَسورَة الْأَبْطَال)
وَيَقُول آخر
(إِن المنابر أَصبَحت مختالةً ... بِمُحَمد بن الْقَاسِم بنت مُحَمَّد)

(قاد الجيوش لسبع عشرَة حجَّة ... يَا قرب سُورَة سوددٍ من مولد)
وَكَانَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم من رجالات الدَّهْر ضرب عُنُقه معوية بن يزِيد بن الْمُهلب وَقيل أَن صَالح بن عبد الرَّحْمَن عذبه فَمَاتَ
ابْن مموله النسابة مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن ممولهبتشديد الْمِيم الثَّانِيَة وَبعد الْوَاو لَام وهاءأبو الْحُسَيْن من أهل الْبَصْرَة وَاحِد عصره علما بِالنّسَبِ وأخبار الْعَرَب أدْرك دولة بني بويه وروى عَنهُ أَبُو أَحْمد العسكري
قَالَ حَمْزَة وَمِمَّنْ تفرد بِعلم الْأَنْسَاب وَالسير وَالْأَيَّام من أهل أَصْبَهَان رجلَانِ لم يتقدمهما فِي الزَّمَان أحد أَبُو بكر وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن مموله النسابتان فَأَما أَبُو بكر فَلم يبرح بأصبهان وَأما أَبُو الْحُسَيْن فَإِنَّهُ صحب إِبْرَاهِيم بن عبد الله المسمعي وَكَانَ يتنقل مَعَه فِي الْبلدَانِ الَّتِي يتولاها ثمَّ أَقَامَ أخيراً بِفَارِس وَبهَا مَاتَ وَكَانَ يصنف فِي كل سنة لإِبْرَاهِيم المسمعي كتابا
قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق لَهُ من الْكتب كتاب الْفرس وأخبارها وأنسابها كتاب الْأَنْسَاب وَالْأَخْبَار كتاب المنافرات بَين الْقَبَائِل وأشراف العشائر وأقضية الْحُكَّام بَينهم
قَالَ ياقوت وَله كتاب الْفَرْع وَالشَّجر فِي أَنْسَاب الْعَرَب والعجم وَهُوَ كتاب جليل يكون نَحْو الْعشْرين مجلدة
ماني الموسوس مُحَمَّد بن الْقَاسِم أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بماني الموسوس من أهل مصر
قدم بَغْدَاد أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ من أظرف النَّاس وألطفهم توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
من شعره زَعَمُوا أَن من تشاغل باللذات عَمَّن يُحِبهُ يتسلى كذبُوا وَالَّذِي تقاد لَهُ الْبدن وَمن عاذ بِالطّوافِ وَصلى إِن نَار الْهوى أحر من الْجَمْر على قلب عاشقٍ يتقلى)

الصفحة 246