كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 5)
محب الدّين أَبُو عبد الله ابْن النجار البغداذي صَاحب التَّارِيخ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة وَسمع من عبد الْمُنعم بن كُلَيْب وَيحيى بن بوش وذاكر بن كَامِل وَأبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَأَصْحَاب ابْن الْحصين وَالْقَاضِي أبي بكر فَأكْثر وَأول سَمَاعه وَله عشر سِنِين وَله الرحلة الواسعة إِلَى الشَّام ومصر والحجاز وأصبهان وخراسان ومرو وهراة ونيسابور وَسمع الْكثير وَحصل الْأُصُول وَالْمَسَانِيد وَخرج لنَفسِهِ ولجماعة وَجمع التَّارِيخ الَّذِي ذيل بِهِ على تَارِيخ الْخَطِيب لبغداذ واستدرك فِيهِ على الْخَطِيب فجَاء فِي ثَلَاثِينَ مجلداً دلّ على تبحره فِي هَذَا الشَّأْن وَسعه حفظه وَقد نقلت مِنْهُ تراجم عديدة فِي هَذَا الْكتاب رحم الله مُصَنفه وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة حجَّة مقرئاً مجوداً حُلْو المحاضرة كيساً متواضعاً اشْتَمَلت مشيخته على ثَلَاثَة آلَاف شيخ ورحل سبعا وَعشْرين سنة يُقَال إِنَّه حضر مَعَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ لَيْلَة فِي مجْلِس الْمُعظم عِيسَى أَو الْأَشْرَف مُوسَى لِأَنَّهُ كَانَ ذكره وَأثْنى عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أحضرهُ فَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن وَفَاة الشَّافِعِي مَتى)
كَانَت فبهت وَهَذَا من التَّعْجِيز لمثل هَذَا الْحَافِظ الْكَبِير الْقدر فسبحان من لَهُ الْكَمَال وَله كتاب الْقَمَر الْمُنِير فِي الْمسند الْكَبِير ذكر كل صَحَابِيّ وَمَا لَهُ من الحَدِيث وَله كتاب كنز الإِمَام فِي معرفَة السّنَن وَالْأَحْكَام والمختلف والمؤتلف ذيل بِهِ على ابْن مَاكُولَا والمتفق والمفترق على منهاج كتاب الْخَطِيب نسب الْمُحدثين إِلَى الْآبَاء والبلدان كتاب عواليه كتاب مُعْجمَة جنَّة الناظرين فِي معرفَة التَّابِعين الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال العقد الْفَائِق فِي عُيُون أَخْبَار الدُّنْيَا ومحاسن تواريخ الْخَلَائق الدرة الثمينة فِي أَخْبَار الْمَدِينَة نزهة الورى فِي أَخْبَار أم الْقرى رَوْضَة الأوليا فِي مَسْجِد إيليا الأزهار فِي أَنْوَاع الْأَشْعَار سلوة الوحيد غرر الْفَوَائِد سِتّ مجلدات مَنَاقِب الشَّافِعِي وأنوار الزهر فِي محَاسِن شعر شعراء الْعَصْر كتاب نحا فِيهِ نَحْو نشوار المحاضرة مِمَّا التقطه من أَفْوَاه الرِّجَال مَجْمُوع غرر الْفَوَائِد ومنثور دُرَر القلائد نزهة الطّرف فِي أَخْبَار أهل الظّرْف إِخْبَار المشتاق إِلَى أَخْبَار العشاق الْكَافِي فِي الصّلاح الشافي فِي الطِّبّ ووقف كتبه بالنظامية وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وأنشدني لنَفسِهِ
(وَقَائِل قَالَ يَوْم الْعِيد لي وَرَأى ... تململي ودموع الْعين تنهمر)
(مَالِي أَرَاك حَزينًا باكياً أسفا ... كَأَن قَلْبك فِيهِ النَّار تستعر)
(فَقلت إِنِّي بعيد الدَّار عَن وطني ... ومملق الْكَفّ والأحباب قد هجروا)
وَنظر إِلَى غُلَام تركي حسن الصُّورَة فرمد بَاقِي يَوْمه فَقَالَ
(وَقَائِل قَالَ قد نظرت إِلَى ... وَجه مليح فاعتادك الرمد)
الصفحة 8
252