كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 6)

حَيَّان قَالَ كَانَ الْمَذْكُور رَفِيقًا للأستاذ أبي جَعْفَر ابْن الزبير شَيخنَا وَكَانَ كَاتبا مترسلاً ساعداً شَاعِرًا حسن الْخط على)
مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَذكر أَنه كَانَ كَاتبا للأمير أبي سعيد لفرج بن السُّلْطَان الْغَالِب بِاللَّه بن الْأَحْمَر ملك الأندلس خرج أَبُو جَعْفَر من الأندلس وَسبب خُرُوجه مِنْهَا أَنه كَانَ يرفع يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة على مَا صَحَّ فِي الحَدِيث فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان أَبَا عبد الله فتوعده بِقطع يَدَيْهِ فَضَجَّ من ذَلِك وَقَالَ إِن إقليماً يمات فِيهِ سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يتوعد بِقطع الْيَد مِمَّن يقيمها لجدير أَن يرحل مِنْهُ فَخرج وَقدم ديار مصر وَسمع بهَا الحَدِيث وَكَانَ فَاضلا نبيلاً وأنشدني أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم النَّحْوِيّ المالقي قَالَ أنشدنا أَبُو جَعْفَر ابْن صابر لنَفسِهِ
(أتنكر أَن يبيض رَأْسِي لحادث ... من الدَّهْر لَا يقوى لَهُ الْجَبَل الراسي)

(وكل شعار فِي الْهوى قد لبسته ... فرأسي أميتي وقلبي عباسي)
وأنشدني لَهُ
(فَلَا تَعَجبا مِمَّن عوى خلف ذِي علا ... لكل عَليّ فِي الْأَنَام مُعَاوِيه)
وأنشدني أثير الدّين للمذكور أرى الدَّهْر سَاد بِهِ الأرذلون كالسيل يطفو عَلَيْهِ الغثاء
(وَمَات الْكِرَام وَفَاتَ المديح ... فَلم يبْق لِلْقَوْلِ إِلَّا الرثاء)
وأنشدني أثير الدّين للمذكور أَيْضا
(لَوْلَا ثَلَاث هن وَالله من ... أكبر آمالي فِي الدُّنْيَا)

(حج لبيت الله أَرْجُو بِهِ ... أَن يقبل النِّيَّة والسعيا)

(وَالْعلم تحصيلاً ونشراً إِذا ... رويت أوسعت الورى ريا)

(وَأهل ود أسأَل الله أَن ... يمتع بالبقيا إِلَى اللقيا)

(مَا كنت أخْشَى الْمَوْت أَنى أَتَى ... بل لم أكن ألتذ بالمحيا)
وأنشدني أثير الدّين لنَفسِهِ فِي هَذِه الْمَادَّة
(أما إِنَّه لَوْلَا ثَلَاث أحبها ... تمنيت أَنِّي لَا أعد من الأحيا)

(فَمِنْهَا رجائي أَن أفوز بتوبة ... تكفر لي ذَنبا وتنجح لي سعيا)

(ومنهن صون النَّفس عَن كل جَاهِل ... لئيم فَلَا أَمْشِي إِلَى بَابه مشيا)

(ومنهن أخذي للْحَدِيث إِذا الورى ... نسوا سنة الْمُخْتَار واتبعونا الرأيا)

(أنترك نصا للرسول ونقتدي ... بشخص لقد بدلت بِالرشد الغيا)
)
قلت وَفِي تَرْجَمَة عز الدّين عبد الحميد بن أبي الْحَدِيد لَهُ ولي مقطوعات فِي هَذِه الْمَادَّة

الصفحة 258