كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 6)

ابْنه الْقَاسِم بن عبيد الله وَنقش خَاتمه فوضت أَمْرِي إِلَى الله وَقيل أَحْمد يُؤمن بِاللَّه وَقيل الْحَمد لله الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ خَالق كل شَيْء
وَتزَوج قطر الندى بنت خمارويه أصدقهَا ألف ألف دِرْهَم وَنفذ الْحُسَيْن ابْن عبد الله الْجَوْهَرِي الْمَعْرُوف بِابْن الْجَصَّاص فحملها إِلَيْهِ وَمن شعره
(غلب الشوق اصْطِبَارِي ... لتباريح الْفِرَاق)
إِن جسمي حَيْثُ مَا سرت وقلبي بالعراق أملك الأَرْض وَلَا أملك دفع الإشتياق وَحكى ابْن حمدون النديم أَن المعتضد كَانَ قد شَرط علينا أَنا إِذا رَأينَا مِنْهُ شَيْئا تنكره نفوسنا نقُول لَهُ وَإِن اطَّلَعْنَا لَهُ على عيب واجهناه بِهِ قَالَ فَقلت لَهُ يَوْمًا يَا مَوْلَانَا فِي قلبِي شَيْء أردْت سؤالك عَنهُ مُنْذُ سِنِين قَالَ وَلم أَخَّرته إِلَى الْآن قلت لاستصغاري قدري ولهيبة الْخلَافَة قَالَ قل وَلَا تخف قلت اجتاز مَوْلَانَا ذَلِك الْيَوْم بِبِلَاد فَارس فتعرض الغلمان للبطيخ)
الَّذِي كَانَ فِي تِلْكَ الأَرْض فَأمرت بضربهم وحبسهم وَكَانَ ذَلِك كَافِيا ثمَّ أمرت بصلبهم وَكَانَ ذنبهم لَا يجوز عَلَيْهِ الصلب فَقَالَ أوتحسب أَن المصلوبين كَانُوا أولائك الغلمان وَبِأَيِّ وَجه كنت ألْقى الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة لَو صلبتهم جَزَاء الْبِطِّيخ وَإِنَّمَا أمرت بِإِخْرَاج قوم من قطاع الطَّرِيق قد وَجب عَلَيْهِم الْقَتْل وَأمرت أَن يلبسوا أقبية الغلمان وَقَلَانِسِهِمْ إِقَامَة للهيبة فِي قُلُوب الْعَسْكَر لِيَقُولُوا إِذا صلب أخص غلمانه على غصب الْبِطِّيخ فَكيف يكون على غَيره وَكَذَلِكَ أمرت بتلثيمهم ليستتر أَمرهم على النَّاس
3 - (ابْن طولون التركي)
أَحْمد بن طولون التركي الْعَبَّاس أَمِير الشَّام والثغور ومصر ولاه المعتز بِاللَّه مصر ثمَّ استولى على دمشق وَالشَّام وأنطاكية والثغور فِي مُدَّة شغل الْمُوفق ابْن المتَوَكل بِحَرب الزنج وَكَانَ أَحْمد بن طولون عادلاً جواداً شجاعاً متواضعاً حسن السِّيرَة صَادِق الفراسة يُبَاشر الْأُمُور بِنَفسِهِ ويعمر الْبِلَاد ويتفقد أَحْوَال رعاياه وَيُحب أهل الْعلم وَكَانَت لَهُ مائدة يحضرها كل يَوْم الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ لَهُ فِي كل شهر ألف دِينَار للصدقة فَقَالَ لَهُ ونكيله إِنِّي تَأتِينِي الْمَرْأَة وَعَلَيْهَا الْإِزَار وَفِي يَدهَا خَاتم ذهب فتطلب مني أفأعطيها فَقَالَ من مد يَده إِلَيْك أعْطه وَبنى الْجَامِع الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بِظَاهِر الْقَاهِرَة قَالَ الْقُضَاعِي فِي كتاب الخطط شرع فِي عِمَارَته سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَفرغ مِنْهُ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَأنْفق على عِمَارَته مائَة ألف وَعشْرين ألف دِينَار وأري فِي النّوم كَأَنَّهُ يمشمش عظما فَقَالَ لَهُ العابر لقد سمت همة مَوْلَانَا إِلَى مكسب لَا يشبه خطره فَأخذ الذَّهَب وَتصدق بِهِ وَكَانَ صَحِيح الْإِسْلَام إِلَّا أَنه كَانَ طائش السَّيْف سفاكاً للدماء قَالَ الْقُضَاعِي أحصي من قَتله بِالسَّيْفِ صبرا وَكَانَ جُمْلَتهمْ مَعَ من

الصفحة 265