كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 7)

(قدمت إِلَيْهَا جَاهِلا بأمورها ... على أنني حوشيت فِي الْعلم من جهل)

(وَقد كَانَ فِي رجْلي شمشكٌ فخانني ... عَلَيْهِ زمانٌ لَيْسَ يحمد فِي فعل)

(فَقلت عَسى أَن يخلف الدَّهْر مثله ... وهيهات أَن أَلْقَاهُ فِي الْحزن والسهل)

(ولاحقني نذلٌ دهيت بِقُرْبِهِ ... فَللَّه مَا لاقيت من ذَلِك النذل)

(فَقلت لَهُ يَا سعد جد لي بحاجةٍ ... تحوز بهَا شكرا مبراً على مثلي)

(بحقي عَسى تستنخب الْيَوْم قِطْعَة ... من الْأدم المدبوغ بالعفص والخل)

(فَقَالَ على رَأْسِي وحقك واجبٌ ... على كل إنسانٍ يرى مَذْهَب الْعقل)
)
(فناولته فِي الْحَال عشْرين درهما ... وسوّفني شَهْرَيْن بالفع والمطل)

(فَلَمَّا قضى الرَّحْمَن لي بنجازه ... وَقلت ترى سَعْدَان أنْجز لي شغلي)

(أَتَى بشمشكٍ ضيق الصَّدْر أحنفٍ ... بكعبٍ غَدا حتفاً على الكعب وَالرجل)

(وبشتيكه بشتيك سوءٍ مقاربٌ ... أضيف إِلَى فعلٍ شبيهٍ بِهِ فسل)

(بشكلٍ على الأذهان يعسر حلّه ... ويعيي ذَوي الأرباب وَالْعقد والحلّ)

(وكعبٍ إِلَى القطب الشماليّ مائلٍ ... ووجهٍ إِلَى القطب الجنوبي مستعلي)

(وَمَا كَانَ فِي هندامه لي صحةٌ ... وَلَكِن فسادٌ شاع فِي الْفَرْع وَالْأَصْل)

(موازاة خطي جانبيه تخالفا ... فجزءٌ إِلَى علوٍ وجزءٌ إِلَى سفل)

(بوصلٍ ضروريٍ وَقد كَانَ مُمكنا ... لعمرك أَن يَأْتِي الشمشك بِلَا وصل)

(وَفِيه اختلالٌ من قياسٍ مركّب ... فَلَا ينْتج الشّرطيّ مِنْهُ وَلَا الحملي)

(فَلَا شكله القطاع مِمَّا يَلِيق أَن ... أصون بِهِ رجْلي فَلَا كَانَ من شكل)

(وَلَا جنس إيساغويه بينٌ وَلَا ... يحدّ لَهُ نوعٌ إِذا جِيءَ بِالْفَصْلِ)

(فسادٌ طرا فِي شكله عِنْد كَونه ... فَقل أيّ شيءٍ عَن مقابحه يسلي)

(وَقد كَانَ فِيهِ قوةٌ لمرادنا ... فأعوزنا مِنْهُ الْخُرُوج إِلَى الْفِعْل)

(وَلَو كَانَ معدول الْكَمَال احتملته ... وَلَكِن سلبت الْحسن فِي الْجُزْء وَالْكل)

(فيا لَك من إِيجَاب مَا الصدْق سلبه ... وَعدل قضايا جَاءَ من غير ذِي عدل)

(وَمَا عازني فِيهِ اختلال مقولةٍ ... فجوهركم والكيف والكمّ فِي خبل)

(وَأي القضايا لم يبن فِيهِ كذبهَا ... وَأي قياسٍ لَيْسَ فِيهِ بمعتلّ)

(لقد أعوز الْبُرْهَان مِنْهُ شرائطٌ ... تجانسه ثمَّ الضَّرُورِيّ والكلي)

(إِذا خطّ فِي شمسٍ فمخروط باشه ... كملتفتٍ يُبْدِي انحرافاً إِلَى الظل)

(وطبطب فِي رجليّ والصيف مَا انْقَضى ... فَكيف بِهِ إِن صرت فِي الطين والوحل)

الصفحة 259