(صبغت خمائلها الصِّبَا فَكَأَنَّهَا ... قد ألبست أسفا على أَرْبَابهَا)
وَقَالَ نور الدّين أَحْمد بن مُصعب
(لهفي على حلل الغصون تبدلت ... من بعد خضرَة لَوْنهَا بسواد)
(وأظنها حزنت لفرقة أَهلهَا ... فلذاك قد لبست ثِيَاب حداد)
وَظن النَّاس أَن السُّلْطَان يرحمهم لذَلِك فَلَمَّا أَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى مصر أحضر الْعلمَاء وَأخرج فتاوي الْحَنَفِيَّة باستحقاقها بِحكم أَن دمشق فتحهَا عمر بن الْخطاب عنْوَة ثمَّ قَالَ من كَانَ مَعَه كتاب عَتيق أجريناه وَإِلَّا فَنحْن فتحنا هَذِه الْبِلَاد بسيوفنا ثمَّ قرر عَلَيْهِم ألف ألف دِرْهَم فَسَأَلُوهُ تقسيطها فَأبى وَتَمَادَى الْحَال ثمَّ إِنَّهُم عجلوا لَهُ مِنْهَا أَربع مائَة ألف دِرْهَم بوساطة فَخر الدّين الأتابك وَزِير الصُّحْبَة ثمَّ أسقط الْبَاقِي عَنْهُم بتوقيع قرئَ على الْمِنْبَر
وَفِي وَاقعَة الأبلستين يَقُول القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود أَنْشدني ذَلِك إجَازَة
(كَذَا فلتكن فِي الله هذي العزائم ... وَإِلَّا فَلَا تجفو الجفون الصوارم)
)
(عزائم جارتها الرِّيَاح فَأَصْبَحت ... مخلفةً تبْكي عَلَيْهَا الغمائم)
(سرت من حمى مصر إِلَى الرّوم فاحتوت ... عَلَيْهِ وسوراه الظبا واللهاذم)