كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 10)

حَاجِب صفد بيبرس الْأَمِير ركن الدّين حَاجِب صفد كَانَ مَنْسُوبا إِلَى سلاّر فَأخْرجهُ السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون إِلَى صفد بعد سبع وَعشْرين وَسبع مائَة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفّي الْأَمِير عَلَاء الدّين أقطوان الكمالي الْحَاجِب فرسم لَهُ بحجوبية صفد وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا مَأْمُونا خيّراً عديم الشَّرّ فَلَمَّا رسم السُّلْطَان للأمير بهاء الدّين أصلم بنيابة صفد رسم لَهُ أَن يكون من جملَة أُمَرَاء دمشق حَتَّى لَا يجتمعا لِأَن الْأَمِير بهاء الدّين كَانَ سلاّرياً ثمَّ إِنَّه بعد موت السُّلْطَان طلب العودة إِلَى صفد فَعَاد إِلَيْهَا حاجباً وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي أول شهر رَجَب الْفَرد)
سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة
3 - (الأحمدي)
بيبرس الْأَمِير ركن الدّين الأحمدي أَمِير جاندار من كبار الدولة كَانَ أَيَّام النَّاصِر مُحَمَّد أَمِير جاندار وَهُوَ مقدم ألف فِيهِ بر وكرم نفس وإيثار للْفُقَرَاء وَكَانَ أحد من يشار إِلَيْهِ بعد الْملك النَّاصِر فِي التَّوْلِيَة والعزل وَهُوَ الَّذِي قوّى عزم قوصون على تَوْلِيَة الْملك الْمَنْصُور أبي بكر وَخَالف بشتاك وَقَالَ لَهُ هَذَا السُّلْطَان أستاذكم قد ولى وَلَده وَمَا اخْتَار الَّذِي تختاره أَنْت وأبوهما أخبر بهما وَلما نسب إِلَى السُّلْطَان أبي بكر مَا نسب من اللَّهْو واللعب وَاسْتِعْمَال الشَّرَاب حضر إِلَى بَاب الْقصر وَبِيَدِهِ دمرداش وَقَالَ إيش هَذَا اللّعب فانفلّ الْجَمَاعَة الَّذين كَانُوا عِنْد السُّلْطَان أبي بكر وَلما توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرغ عَن الْوَظِيفَة وَولى مَكَانَهُ أروم بغا ثمَّ إِن النَّاصِر أَحْمد لما ولي الْملك ولاه نِيَابَة صفد فَخرج إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مديدة وَلما انهزم الفخري من رمل مصر وصل إِلَى جينين قَاصِدا الأحمدي هَذَا وَأَشَارَ عَلَيْهِ مماليكه بذلك وَنزل هُوَ من صفد وَلَو اجْتمعَا مَا نَالَ أحد مِنْهُمَا غَرضا ثمَّ إِن الفخري قَالَ لَا هَذَا أيدغمش على عين جالوت هُنَا وَهُوَ أقرب فجَاء إِلَيْهِ فأمسكه على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة قطلوبغا الفخري ثمَّ إِن النَّاصِر حقد عَلَيْهِ ذَلِك وهم بإمساكه فأحس بذلك فَخرج من صفد هُوَ ومماليكه ملبسين عدَّة السِّلَاح واتبعهم عَسْكَر صفد فَخرج من عَسْكَر صفد وَاحِد وَقتل البتخاصي الْحَاجِب الصَّغِير ثمَّ إِنَّه قصد دمشق وَجَاء إِلَيْهَا وَلَيْسَ بهَا نَائِب يَوْمئِذٍ فَخرج الْأُمَرَاء إِلَيْهِ لإمساكه فَقَالَ أَنا قد جِئْت إِلَيْكُم غير محَارب فَإِن جَاءَ أَمر السُّلْطَان بإمساكي أمسكوني وَأَنا ضيف عنْدكُمْ فأخرجوا لَهُ الْإِقَامَة وَبَات تِلْكَ اللَّيْلَة وَأصْبح والأمراء مَعَه وَجَاء الْبَرِيد من الكرك بإمساكه فَكتب الْأُمَرَاء إِلَى السُّلْطَان أَحْمد يسألونه فِيهِ وَأَن هَذَا مملوكك ومملوك والدك وَهُوَ ركن من أَرْكَان الدولة وَمَا لَهُ ذَنْب وَالْيَوْم يعِيش وَغدا يَمُوت ونسأل صدقَات السُّلْطَان الْعَفو

الصفحة 220