كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 12)

(ظَنّهَا فِي الكأس نَارا ... فطفاها بالمزاج)
قلت لَا يُقَال طفاه وَلَكِن أطفأه والرئيس يحاشى من ذَلِك
وينسب إِلَيْهِ الأبيات الَّتِي يَقُولهَا بعض النَّاس عِنْد رُؤْيَة عُطَارِد عِنْد وَقت شرفه ويعتقد أَنَّهَا تفِيد علما وَخيرا وَهِي من الطَّوِيل
(عُطَارِد قد وَالله طَال ترددي ... مسَاء وصبحاً كي أَرَاك فأغنما)

(وَهَا أَنْت فامددني بِمَا أدْرك المنى ... وأحوي الْعُلُوم الغامضات تكرما)

(ووقني الْمَحْذُور وَالشَّر كُله ... بِأَمْر مليكٍ خَالق الأَرْض والسما)
وينسب إِلَيْهِ القصيدة الرائية وَهِي من الْكَامِل
(احذر بني من الْقرَان الْعَاشِر ... وانفر بِنَفْسِك قبل نفر النافر)

(لَا تشغلنك لذةٌ تلهو بهَا ... فالموت أولى بالظلوم الْفَاجِر)

(واسكن بلاداً بالحجاز وقم بهَا ... واصبر على جور الزَّمَان الجائر)

(لَا تركنن إِلَى الْبِلَاد فَإِنَّهَا ... سيعمها حد الحسام الباتر)

(من فتيةٍ فطس الأنوف كَأَنَّهُمْ ... سيلٌ طما أَو كالجراد الناشر)

(خزر الْعُيُون تراهم فِي ذلةٍ ... كم قد أبادوا من مليكٍ قاهر)

(مَا قصدهم إِلَّا الدِّمَاء كَأَنَّهُمْ ... ثأرٌ لَهُم من كل ناهٍ آمُر)

(وخراب مَا شاد الورى حَتَّى يرى ... قفراً عمارتهم برغم العامر)
مِنْهَا بَعْدَمَا ذكر خراب الْبِلَاد
(ويفر سفاك الدما مِنْهُم كَمَا ... فر الْحمام من الْعقَاب الكاسر)

(فَهُوَ الْخَوَارِزْمِيّ يكسر جيشها ... فِي نصف شهرٍ من ربيع الآخر)

(وَيَمُوت من كمدٍ على مَا ناله ... من ملكه فِي لج بَحر زاخر)
)
مِنْهَا وَقد ذكر وَلَده
(وَيكون آخر عمره فِي آمدٍ ... يسري إِلَيْهِ وَمَا لَهُ من سَائِر)

(وَيعود عظم جيوشه مرتدةً ... عَنهُ إِلَى الْخصم الألد الْفَاجِر)

(وديار بكر سَوف يقتل بَعضهم ... بِالسَّيْفِ بَين أصاغرٍ وأكابر)

(وَالْوَيْل مَا تلقى النَّصَارَى مِنْهُم ... بالذل بَين أصاغرٍ وأكابر)

(وَالْوَيْل إِن حلوا ديار ربيعةٍ ... مَا بَين دجلتها وَبَين الجازر)

(ويخربون ديار بابل كلهَا ... من شهر زور إِلَى بِلَاد السامري)

(وخلاط ترجع بعد بهجة منظرٍ ... قفراً تداس على اخْتِلَاف الْحَافِر)

الصفحة 254