كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 16)

من مَكَّة فِي حجَّة حَجهَا سُوَيْد من حج الْجَاهِلِيَّة وَذَلِكَ فِي أول الْبعْثَة فَدَعَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْإِسْلَام فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا وَلم يظْهر لَهُ قبُول مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ لَا أبعد مَا جِئْت بِهِ ثمَّ انْصَرف إِلَى قومه بِالْمَدِينَةِ فيزعم قومه أَنه مَاتَ مُسلما وَهُوَ شيخ كَبِير قتلته الْخَزْرَج قبل بُعَاث قَالَ ابْن عبد الْبر أَنا شَاك فِي إِسْلَامه وَكَانَ شَاعِرًا محسناً كثير الحكم فِي شعره وَكَانَ قومه يَدعُونَهُ الْكَامِل لحكمة شعره وشرفه فيهم وَمن شعره الطَّوِيل
(أَلا رب من تَدْعُو صديقا وَلَو ترى ... مقَالَته بِالْغَيْبِ ساءك مَا يفري)

(مقَالَته كالشحم مَا كَانَ شَاهدا ... وبالغيب مأثور على ثغرة النَّحْر)

(يَسُرك باديه وَتَحْت أديمه ... منيحة غش يفتري عقب الظّهْر)

(تبين لَك العينان مَا هُوَ كاتم ... وَمَا جن بالبغضاء وَالنَّظَر الشزر)

(فرشني بِخَير طالما قد بريتني ... وَخير الموَالِي من يريش وَلَا يبري)

3 - (السدُوسِي)
سُوَيْد بن منجوف السدُوسِي رأى عَليّ بن أبي طَالب وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ 5294
3 - (الْجعْفِيّ الْكُوفِي)
سُوَيْد بن غَفلَة بن عَوْسَجَة الْجعْفِيّ الْكُوفِي من كبار المخضرمين قَالَ أَنا أَصْغَر من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ تزوج بكرا وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ قدم الْمَدِينَة يَوْم دفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قد أدّى الصَّدَقَة إِلَى مُصدق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد الْقَادِسِيَّة وَصَاح النَّاس الْأسد الْأسد فَخرج إِلَيْهِ سُوَيْد فَضرب الْأسد على رَأسه فَمر سَيْفه فِي فقار ظَهره وَخرج من عكوة ذَنبه وَأصَاب حجرا ففلقه قَالَ ابْن عبد الْبر روى هَذِه الْحِكَايَة فلفل الْجعْفِيّ وَشهد صفّين مَعَ عَليّ مَاتَ زمن الْحجَّاج سنة

الصفحة 28