كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 16)

وأنشدني لَهُ أَيْضا
(وَمن عجب أَن السيوف لديهم ... تكلم من تأتمه وَهِي صامته)

(وأعجب من ذَا أَنَّهَا فِي أكفهم ... تحيد عَن الْكَفّ المدى وَهِي ثابته)
وأنشدني لَهُ فِي الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل لما درس بمشهد الْحُسَيْن
(يَا ابْن الْخَطِيب لقد أسمعتنا ملحاً ... من الْبَدَائِع فِي سر وَفِي علن)

(أبدعت فِيهَا وَلَا نكر وَلَا عجب ... عِنْد الْحُسَيْن إِذا مَا جِئْت بالْحسنِ)
وأنشدني لَهُ فِي شَبابَة
(سلبتنا شَبابَة بهواها ... كل مَا ينْسب اللبيب إِلَيْهِ)

(كَيفَ لَا والمعرب القَوْل فِيهَا ... آخذ أمرهَا بكلتا يَدَيْهِ)
وأنشدني لَهُ
(لقد فَازَ بالأموال قوم تحكموا ... ودان لَهُم مأمورها وأميرها)
)
(نقاسمهم أكياسها شَرّ قسْمَة ... ففينا غواشيها وَفِيهِمْ صدورها)
وأنشدني لَهُ فِي سجادة خضراء
(عجبوا إِذْ رَأَوْا بديع اخضرار ... ضمن سجادة بِظِل مديد)

(ثمَّ قَالُوا من أَي مَاء تروى ... قلت مَاء الْوُجُوه عِنْد السُّجُود)
وأنشدني لَهُ فِي ممسحة الْقَلَم
(وممسحة تناهى الْحسن فِيهَا ... فأضحت فِي الملكاحة لَا تبارى)

(وَلَا نكر على الْقَلَم الموافي ... إِذا فِي ضمنهَا خلع العذارا)
وَمن نثره فِي شمعة قَوْله شمعة مَا استتم نبتها بروضة الْأنس حَتَّى نور وَلَا نما بدوحة المفاكهة حَتَّى أَزْهَر أَوْمَأ بنان تبلجها إِلَى طرق الْهِدَايَة وَأَشَارَ وَدلّ على نهج التبصر وَكَيف لَا وَهِي علم فِي رَأسه نَار فَكَأَنَّمَا هِيَ قلم امْتَدَّ مِمَّا أليق من ذهب أَو صعدة إِلَّا أَن سنانها من لَهب وحسبها كرماً أَن جَادَتْ بِنَفسِهَا وأعلنت بإمتاعها على همود حسها سائلها فِي الْجُود بأمثالها مسؤول وَدَمه بِالْعَفو للصفح من سماحتها مطلول تحيتها عموا صباحا بتألق فجرها وَتَمام بدرها فِي أَوَائِل شهرها قد جمعت من مَاء دمعها ونار توقدها بَين نقيضين وَمن حسن تأثيرها وَعين تبصرها بَين الْأَثر وَالْعين كم شوهة مِنْهَا فِي مدلهم اللَّيْل للشمس وَضُحَاهَا وَمن تَمام نورها النَّجْم إِذا تَلَاهَا وَكم طوى بَاعَ أنملتها المضنية رِدَاء اللَّيْل إِذا يَغْشَاهَا قد غيرت ببياض سَاطِع نورها على اللَّيْل من أَثوَاب الْحداد وتنزلت مِنْهُ منزلَة النُّور الباصر وَلَا شُبْهَة أَن النُّور فِي السوَاد إِن تمايل لِسَان نورها فالإضاءة ذَات الْيَمين وَذَات

الصفحة 48