كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 16)

الشمَال وَإِن استقام على طَريقَة الإنارة فَلَمَّا يلْزم إنارتها من الْإِكْمَال نارها إِنَّمَا هُوَ من تلاعب الْهوى بحشاها ونحولها بمكابدة تعذيبها بِمَا من الاصفرار يَغْشَاهَا كم عقدت على سفك دَمهَا مَعَ الْبَرَاءَة من العقوق من محافل وَكم قتلت على إطفاء نائرتها وَلَا ثائرة من قَاتل فَهِيَ السليمة الَّتِي كم باتت من زبان صرفهَا بليلة السَّلِيم وَكم أجدى نَفسهَا على نَفسهَا بنفح روحها من عَذَاب أَلِيم كتب إِلَيْهِ السراج الْوراق يستشفع بِهِ عِنْد فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر
(أيا نَاصِر الدّين انتصر لي فطالما ... ظَفرت بنصر مِنْك بالجاه وَالْمَال)

(وَكن شافعاً فَالله سماك شافعاً ... وطابقت أَسمَاء بِأَحْسَن أَفعَال)

(وقدرك لم نجهله عِنْد مُحَمَّد ... لِأَن ابْن عَبَّاس من الصحب والآل)
)
وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا
(سَيِّدي الْيَوْم أَنْت ضيف كريم ... فاق معنى فِي جوده بمعان)

(لَو رأى الْفَتْح سؤدد الْفَتْح هَذَا ... مَا انْتَمَى بعده إِلَى خاقَان)

(أَو رَآهُ فتح المغارب حلى ... بعلاه قلائد العقيان)

(وَكَأَنِّي أراكما فِي مجارا ... ة الْمعَانِي بحرين يَلْتَقِيَانِ)

(وتطارحتما مذاكرة يَفِ ... تن مِنْهَا أزاهر الأفنان)

(فَإِذا مَا مر للضائع ذكر ... فاجعلاني فِي بعض من تذكران)
وبيني وَبَينه محاورات ومجاراة ذكرتها فِي كتابي ألحان السواجع
(الألقاب)
ابْن شاقلا الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد
(شَاكر 5332)

3 - (أَبُو الْيُسْر كَاتب نور الدّين)
شَاكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الرئيس أَبُو الْيُسْر التنوخي المعري الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين كَاتب الْإِنْشَاء كَانَ أديبا فَاضلا جَلِيلًا ذكياً شَاعِرًا كتب الْإِنْشَاء لنُور الدّين الشَّهِيد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْأَدَب على جده القَاضِي أبي الْمجد مُحَمَّد بن عبد الله بحماة وَسمع من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن

الصفحة 49