كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 18)
(وَلما الْتَقَيْنَا للوداع وقلبها ... وقلبي يبثان الصبابة والوجدا)
(بَكت لؤلؤاً رطبا فَفَاضَتْ مدامعي ... عقيقاً فصارا الْكل فِي نحرها عقدا)
وَمِنْه فِي ولد لَهُ مَاتَ فَرَآهُ فِي النّوم الْكَامِل
(أَهلا بطيف خيالك الْمُعْتَاد ... شقّ التُّرَاب إِلَيّ شقّ فُؤَادِي)
(أهْدى الثرى لي فِي الْكرَى شخصا لَهُ ... أهديته حملا على الأعواد)
(شتان بَين الْحَالَتَيْنِ قبرته ... فِي يقظتي ونشرته برقادي)
وَمن شعره المتقارب
(إِذا غبت عَن ناظري لم يكد ... يمر بِهِ وَأَبِيك الْكرَى)
(فيؤلمني أنني لأرَاك ... إِذا مَا طلبتك فِيمَن أرى)
(لقد كذب النّوم فِيمَا اسْتَقل ... بشخصك فِي مقلتي وافترى)
(وَكَيف وداري بِأَرْض الشآم ... ودارك أرضٌ بوادي الْقرى)
(وَبعد فلي أمل فِي اللِّقَاء ... لِأَنِّي وَإِيَّاك فَوق الثرى)
قلت شعر جيد مُتَمَكن
3 - (ابْن عبد الْمجِيد)
عبد الْبَاقِي بن عبد الْمجِيد بن عبد الله بن أبي الْمَعَالِي مَتى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف تَاج الدّين اليمني المَخْزُومِي الْمَكِّيّ ولد بِمَكَّة لمضي اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة من رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة أَو أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين بالديار المصرية ورد إِلَى دمشق أَيَّام الأفرم وَأقَام بهَا متصدراً بالجامع فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز مُدَّة سبع سِنِين يقرئ الطّلبَة المقامات الحريرية وَالْعرُوض وَغير ذَلِك من عُلُوم الْأَدَب وَقرر لَهُ على ذَلِك مائَة دِرْهَم فِي كل شهر على مَال الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ توجه إِلَى الْيمن وَكتب الدرج لصَاحب الْيمن وَرُبمَا وزر لَهُ ثمَّ لما مَاتَ الْملك الْمُؤَيد صادره وَلَده وَأخذ مِنْهُ مَا حصله ثمَّ ورد إِلَى مصر سنة ثَلَاثِينَ وفوض إِلَيْهِ تدريس المشهد النفيسي وَشَهَادَة البيمارستان المنصوري ثمَّ قدم دمشق ورأيته بهَا فِيمَا أَظن سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ)
عَاد إِلَى الْقَاهِرَة ورأيته بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثمَّ قدم دمشق ورتب مصدرا بِالْحرم فِي الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة وَتردد إِلَى دمشق وحلب وطرابلس وَعمل لَهُ راتب بطرابلس
الصفحة 15
373