كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 18)
وأنشدني لنَفسِهِ الرجز
(لَو لم تكن وجرة منشا عفرها ... مَا طَابَ وصف نورها وغفرها)
(منَازِل لَوْلَا الصِّبَا مَا شاقني ... نور أقاحيها وظل سدرها)
(إِن المغاني كالغواني لم تزل ... معشوقة تصبي بِحسن ذكرهَا)
(علام أَهْوى منزلا مَا عطرت ... فجاجه سلمى بنشر عطرها)
(وَلَا غَدَتْ تسحب ذيل مرْطهَا ... فِيهِ وَلَا مدت حبال خدرها)
(بهنانة قد ملكت لمهجتي ... قلبِي وَأمسى فِي أَلِيم أسرها)
(مرت على الْوَادي فَمَال نَحْوهَا ... أراكه يَبْغِي ارتشاف ثغرها)
(وراعها مِنْهُ الْحَصَى فسيرت ... يَمِينهَا تكشف عقد نحرها)
(غزالة إِن سفرت لناظر ... رَأَيْت ليلى فِي فروع شعرهَا)
(تملي على خلْخَالهَا شكاية ... من ردفها مَرْفُوعَة عَن خصرها)
(يَا حبذا مِنْهَا أصيل وَصلهَا ... لَو لم ينغصه هجير هجرها)
(سَارَتْ بهَا فوارس من وَائِل ... قد أطلعت كواكباً من سمرها)
(وخلفتني فِي الديار نَادِيًا ... أبْكِي طلول رسمها وعقرها)
(اعملت فِي طلابها رواحلاً ... بوخدها تفري أَدِيم قفرها)
(وَاللَّيْل مثل غادة زنجية ... قد زانها عشاقها بدرها)
(وصفحة الْأُفق كَمثل روضةٍ ... تبدو لنا أنوارها من نورها)
وَله الطَّوِيل
(لَعَلَّ رَسُولا من سعاد يزور ... فيشفي وَلَو أَن الرسائل زور)
(يخبرنا عَن غادة الْحَيّ هَل ثوت ... وَهل ضربت بالرقمتين خدور)
(وَهل سنحت فِي الرَّوْض غزلان عالج ... وَهل أثله بالساريات مطير)
)
(ديار لسلمى جادها واكف الحيا ... إِذا ذكرت خلت الْفُؤَاد يطير)
(كَأَن غنا الورقاء من فَوق دوحها ... قيان وأوراق الغصون ستور)
(تمايل فِيهَا الْغُصْن من نشوة الصِّبَا ... كَأَن عَلَيْهِ بالسلاف تدير)
(مَتى أطلعت فِيهِ الغمائم أنجماً ... تلوح وَلَكِن بالأكف تغور)
(إِذا اقتطفتها الغانيات رَأَيْتهَا ... نجوماً جنتها فِي الصَّباح بدور)
الصفحة 18
373