كتاب الوافي بالوفيات (اسم الجزء: 18)
(وَكَأن الصُّبْح بالأنوار من ... ظلم اللَّيْل على الظلماء صَاح)
وَمِنْه الْبَسِيط
(ومغرب طعنته غير نابيةٍ ... أسنة هن إِن حققتها شهب)
(ومشرق كيمياء الشَّمْس فِي يَده ... ففضة المَاء من إلقائها ذهب)
وَمِنْه الْبَسِيط
(وَرب ليل سريناه وَقد طلعت ... بَقِيَّة الْبَدْر فِي أولى بشائره)
(كَأَنَّمَا أدهم الإظلام حِين نجا ... من أَشهب الصُّبْح ألْقى نعل حَافره)
وَمِنْه الطَّوِيل
(ووردية فِي اللَّوْن والفوح شعشعت ... فأبدت نجوماً فِي شُعَاع من الشَّمْس)
(نفيت هموم النَّفس مِنْهَا بشربةٍ ... دَبِيب حمياها يدق عَن الْحس)
(كَأَن يَدي من فضَّة فَإِذا حوت ... زجاجتها عَادَتْ مذْهبه الْخمس)
وَمِنْه الْكَامِل
(حَمْرَاء يشرب الأنوف سلافها ... لطفاً مَعَ الأسماع والأحداق)
(بزجاجة صور الفوراس نقشها ... فترى لَهَا حَربًا بكف الساقي)
)
(وكأنما سفكت صورامها دَمًا ... لبست بِهِ غرقاً إِلَى الْأَعْنَاق)
(وَكَأن للكاسات حمر غلائل ... أزرارها دُرَر على الأطواق)
وَمِنْه فِي وصف فرس الْكَامِل
(يجْرِي ولمع الْبَرْق فِي آثاره ... من كَثْرَة الكبوات غير مُفِيق)
(ويكاد يخرج سرعَة من ظله ... لَو كَانَ يرغب فِي فِرَاق رَفِيق)
وَمِنْه الْبَسِيط
(يرْعَى الرعايا بِعَين من حفيظته ... ويبسط الْعدْل مِنْهُ لين قَاس)
(كَأَن سُورَة كسْرَى عِنْد سورته ... سُكُون صُورَة كسْرَى وَهِي فِي الكاس)
وَمِنْه فِي الذُّبَاب الَّذِي يَقع على الْإِبِل الْبَسِيط
(ومودع فِي المطايا لسعة حمة ... فيزعج الرّوح مسراها من الْجَسَد)
(يحك من دَمهَا القاني يدا بيد ... كَمَا تحك بحناء يدا بيد)
(يغشى السوام مناقيراً فتحسبها ... مباضعاً مدميات كل مفتصد)
الصفحة 26
373